نزوح واسع من مدينة غزة بعد إعلان إسرائيل إغلاق شارع الرشيد الساحلي

تشهد مدينة غزة منذ صباح الأربعاء موجة نزوح واسعة لمئات العائلات الفلسطينية نحو وسط وجنوب القطاع، عقب إعلان الجيش الإسرائيلي عزمه إغلاق شارع الرشيد، مع السماح فقط باستخدامه للنزوح باتجاه الجنوب.
شارع الرشيد.. شريان حيوي تحت التهديد
يُعد شارع الرشيد الطريق الساحلي الرئيسي الذي يربط شمال القطاع بجنوبه، ويعتمد عليه الفلسطينيون في تنقلاتهم بعد أن أغلق الجيش الإسرائيلي سابقًا شارع صلاح الدين شرقي القطاع.
ومع إعلان الجيش الإسرائيلي عزمه إغلاق الرشيد، يخشى الفلسطينيون من حصار كامل لمدينة غزة، خاصة أن الشارع يمثل آخر منفذ يتيح حركة محدودة للمدنيين والمساعدات.
موجة نزوح تحت القصف
أفاد شهود عيان أن القصف الإسرائيلي طال شارع الرشيد رغم عدم تقدم الآليات العسكرية لإغلاقه بشكل كامل بعد.
وأشار مراسل ميداني إلى أن النزوح يتم عبر عربات تجرها الدواب، وشاحنات، وسيارات خاصة، وأيضًا سيرًا على الأقدام، وسط خوف ومعاناة كبيرة جراء كثافة النيران.
وقال الفلسطيني محمد بكر، الذي نزح من مخيم الشاطئ:
“الدبابات والجرافات الإسرائيلية لا تبعد سوى 50 مترًا عن شارع الرشيد، وأتوقع أن يتم إغلاقه خلال ساعات… خرجت على عربة يجرها حمار تحت القصف، ولم أحمل معي سوى بعض الملابس وكيلو أرز، تاركًا بقية المؤن في المنزل.”
وأكد أن نزوحه هذه المرة “بلا وجهة محددة”، في ظل غياب مناطق آمنة داخل القطاع.
حصار مشدد وأزمة إنسانية متفاقمة
مع إغلاق شارع الرشيد، يكون الجيش الإسرائيلي قد أحكم حصاره على مدينة غزة، مانعًا دخول الغذاء والدواء والوقود اللازم للمستشفيات والبلديات.
وأشار المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إلى أن إغلاق الشارع الساحلي يمثل “جريمة جديدة وإجراءً تعسفيًا ضمن سياسة الإبادة الجماعية المتواصلة منذ عامين.”
وأضاف المكتب أن الجيش الإسرائيلي قتل أكثر من 1903 مدنيين فلسطينيين جنوب القطاع منذ 11 أغسطس/آب 2025 وحتى 27 سبتمبر/أيلول، رغم زعمه أنها “مناطق آمنة”.
خطة إسرائيل لاحتلال غزة
في 8 أغسطس/آب الماضي، أقرت الحكومة الإسرائيلية خطة طرحها بنيامين نتنياهو لاحتلال غزة تدريجيًا، بدءًا بمدينة غزة التي يسكنها نحو مليون نسمة.
وبعد ثلاثة أيام، شن الجيش هجومًا واسعًا استهدف المنازل والأبراج السكنية وخيام النازحين، إضافة إلى قصف المستشفيات وتنفيذ عمليات توغل.
إبادة جماعية مستمرة
منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في قطاع غزة، خلّفت 66 ألفًا و148 قتيلًا و168 ألفًا و716 جريحًا، معظمهم من النساء والأطفال.
كما أدت سياسات التجويع والحصار إلى مجاعة أزهقت أرواح 455 فلسطينيًا، بينهم 151 طفلًا، وفق بيانات رسمية فلسطينية.