استئناف الاتصال بسفينة «ألما» بعد اقتراب زورق حربي إسرائيلي وتعطيل اتصالات الأسطول

استأنف طاقم سفينة «ألما» قائدة أسطول الصمود العالمي التواصل مع الخارج بعد انقطاع قصير تسبب فيه اقتراب زورق تابع للبحرية الإسرائيلية وإجراء عمليات تشويش ولإعاقة محرك إحدى السفن المشاركة.
وقال منظمو الأسطول إن زورقاً إسرائيلياً اقترب حتى مسافة نحو خمسة أقدام من «ألما» قبل أن يبتعد.
ذكر بيان من إدارة الأسطول أن عمليات التشويش عطّلت أنظمة الاتصالات على عدد من السفن، وتسببت أيضاً في تعطل محرك سفينة واحدة، ما دفع معظم النشطاء إلى إلقاء هواتفهم وفق بروتوكول أمني معتمد عند التأكد من اعتراض السفينة.
وأضاف البيان أن الأسطول استأنف مسيره باتجاه مياه غزة بعد استعادة الاتصال وأن حالة التأهب لا تزال مرتفعة وسط مراقبة مكثفة لطائرات مسيرة وسفن مجهولة الهوية رصدت في المنطقة.
مراسل قناة الجزيرة على متن إحدى السفن أفاد برصد سفينة حربية كبيرة قريبة من مواقع الأسطول، كما تم رصد طائرات مسيرة تحلق فوق التشكيل البحري.
إدارة الأسطول نبهت إلى أن معلومات نقلت عن احتمال انطلاق سفينة حربية إسرائيلية من ميناء أسدود قد تصل إلى موقع الأسطول قريباً، وأنها تقبلت عروضاً من سفن حربية غربية لنقل النشطاء أو إيصال المساعدات عبر موانئ وسيطة، لكن عرض تسليم المساعدات إلى ميناء بديل قوبل بالرفض من قيادات الأسطول.
ينطلق «أسطول الصمود» من عدة دول ويضم نحو 50 سفينة وعلى متنها أكثر من 500 ناشط من نحو 40 دولة، ويقول منظموه إن هدفه إيصال مساعدات إنسانية ومحاولة كسر الحصار عن قطاع غزة، الذي يعيش فيه نحو 2.2 مليون نسمة.
وأرسلت إيطاليا وإسبانيا سفينتيبْن مصحبتين إلى الأسطول خلال الأيام الماضية، في حين دعت دول أوروبية إلى نقل المساعدات إلى موانئ وسيطة ونقلها إلى غزة عبر قنوات أخرى، وهو ما رفضه منظمو الحملة.
الأسطول تعرض خلال أيام رحلته لهجمات بطائرات مسيّرة في المياه اليونانية، وأسفر ذلك عن أضرار مادية في بعض السفن، بحسب بيانات الأسطول.
وفي الوقت نفسه تضغط تل أبيب على منع وصول السفن إلى المياه القريبة من غزة، مؤكدة أنها لن تسمح بوصول أسطول يعتبره تهديداً أمنياً.
المشهد البحري يتزامن مع تحذيرات دولية وإنسانية بشأن الوضع في غزة ونداءات بالسماح بوصول المساعدات، فيما يبقى مصير الأسطول وإمكانية وصوله إلى الشواطئ القريبة من القطاع مرهوناً بالمستجدات الميدانية والسياسية في الأيام المقبلة.