تظاهرات في نواكشوط أمام السفارة الأمريكية رفضا لهجوم الاحتلال على “أسطول الصمود”

تظاهر مئات الموريتانيين، مساء الأربعاء، أمام السفارة الأمريكية في العاصمة نواكشوط، تنديدا باقتحام الجيش الإسرائيلي لسفن من “أسطول الصمود” العالمي المتجه نحو قطاع غزة لكسر الحصار المستمر منذ 18 عاما.
اتهامات بالقرصنة وتحميل واشنطن المسؤولية
هتف المشاركون دعما للأسطول، واعتبروا الهجوم الإسرائيلي “انتهاكا للقانون الدولي وعملا من أعمال القرصنة”.
وأكدوا أن الولايات المتحدة تتحمل المسؤولية عما قد يتعرض له المتضامنون، مشيرين إلى أن إسرائيل ما كانت لتجرؤ على اعتراض السفن لولا الغطاء الأمريكي.
مطالب بحماية الموريتانيين المشاركين
ناشد المتظاهرون الحكومة الموريتانية التدخل العاجل لحماية الموريتانيين المشاركين في الأسطول، وبينهم ناشطون وصحفيون.
وكانت البحرية الإسرائيلية قد أوقفت سفينة “دير ياسين”، التي يوجد على متنها أحد أعضاء الوفد الموريتاني المشارك، الصحفي محمد فال ولد الشيخ.
هجوم متواصل على الأسطول
أعلن “أسطول الصمود” مساء الأربعاء تعرضه لهجوم من نحو 10 سفن إسرائيلية في المياه الدولية، وإطلاقه نداء استغاثة بعد اعتراض بعض سفنه.
وأكد أن ما جرى يمثل “جريمة حرب”، مشيرا إلى أن 30 سفينة ما تزال تواصل الإبحار على بعد 46 ميلا من غزة، رغم استمرار الاعتداءات الإسرائيلية، التي شملت رش المياه المضغوطة واصطداما متعمدا بالسفن، واصفا ذلك بأنه “جريمة ضد الإنسانية”.
موقف الحكومة الموريتانية
قال الناطق الرسمي باسم الحكومة الموريتانية، الحسين ولد مدو، إن بلاده ستعمل من أجل سلامة وكرامة مواطنيها المشاركين في الأسطول.
وأضاف في مؤتمر صحفي أن “أسطول الصمود” يمثل “هبة شعبية عالمية ضد سياسة التجويع التي تمارسها إسرائيل بحق المدنيين في غزة”.
مشاركة موريتانية واسعة
تشارك موريتانيا في الأسطول بسفينة محمّلة بالمساعدات الإنسانية ووفد يضم محامين وأطباء ومهندسين وصحفيين، ضمن مبادرة دولية غير مسبوقة لكسر الحصار عن غزة.
وتُعد هذه المرة الأولى التي تُبحر فيها عشرات السفن مجتمعة نحو القطاع، في محاولة جماعية لفك الحصار المفروض على أكثر من 2.4 مليون فلسطيني.
تحذيرات دولية
خلال الأيام الماضية، دعت منظمات دولية، بينها منظمة العفو الدولية، إلى توفير الحماية لأسطول الصمود، فيما أكدت الأمم المتحدة أن أي اعتداء عليه “أمر غير مقبول”.
وسبق أن نفذت إسرائيل أعمال قرصنة مشابهة ضد سفن متجهة إلى غزة، إذ استولت عليها ورحّلت المتضامنين الذين كانوا على متنها.
حصار متواصل وإبادة جماعية
تواصل إسرائيل منذ 2 مارس/آذار الماضي إغلاق جميع المعابر المؤدية إلى غزة، ما أدخل القطاع في مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده.
وأحيانا تسمح بمرور مساعدات قليلة جدا، لا تكفي لإنهاء الأزمة، في وقت تتعرض فيه معظم الشحنات للسطو من عصابات محلية تقول حكومة غزة إن إسرائيل توفر لها الحماية.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة، أسفرت عن 66,148 قتيلا و168,716 جريحا، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب مجاعة أزهقت أرواح 455 فلسطينيا بينهم 151 طفلا.