مركز عدالة: اعتراض إسرائيل لأسطول الصمود “انتهاك صارخ للقانون الدولي”

أدان مركز “عدالة” الحقوقي العربي في إسرائيل اعتراض البحرية الإسرائيلية لعدد من سفن أسطول الصمود العالمي المتجه إلى غزة، واعتبر أن ما جرى يمثل “انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وقرصنة غير قانونية”.
إدانة وتحذير قانوني
وقال المركز في بيان رسمي: “ندين بأشد العبارات اعتراض إسرائيل غير القانوني لأسطول الصمود، وهو مهمة إنسانية سلمية تسعى لكسر الحصار الإسرائيلي غير القانوني على غزة في ظل الفظائع والإبادة الجماعية المستمرة”.
وأوضح البيان أن البحرية الإسرائيلية اعترضت 3 سفن من أصل أكثر من 40، قبل أن يرتفع العدد إلى 6 سفن لاحقًا، مشيرًا إلى فقدان الاتصال بعدد آخر من السفن المشاركة.
وأكد “عدالة” أن “اختطاف المدنيين المسالمين في المياه الدولية، وهم في طريقهم إلى المياه الإقليمية الفلسطينية، يعد جريمة واضحة ضد القانون الدولي”، لافتًا إلى أنه سيتولى تمثيل المشاركين المعتقلين أمام السلطات الإسرائيلية وسيطعن في احتجازهم “غير القانوني المتوقع”.
مطالب عاجلة
وطالب المركز الحقوقي السلطات الإسرائيلية بوقف عمليات الاعتراض فورًا، والسماح للأسطول بمتابعة طريقه إلى غزة، والإفراج الفوري عن جميع المشاركين المعتقلين، وإعادة السفن والمساعدات المحتجزة، مؤكدًا أن الأسطول يحمل طابعًا إنسانيًا بحتًا.
تفاصيل الاقتحام الإسرائيلي
وكانت هيئة البث العبرية الرسمية قد أكدت أن قوات الكوماندوز البحري الإسرائيلي بدأت بالفعل السيطرة على أسطول الصمود في المياه الدولية، حيث صعد الجنود على متن عدة سفن.
وزعمت ضابطة من البحرية في نداء موجه للمشاركين أنهم “يقتربون من منطقة قتال نشطة وينتهكون حصارًا بحريًا قانونيًا”، وعرضت عليهم التوجه إلى ميناء أسدود لاستلام المساعدات وتوجيهها إلى غزة.
وفي وقت لاحق، نشرت الهيئة مقطع فيديو يوثق اعتقال الناشطة السويدية غريتا تونبرغ من على متن إحدى السفن، وقالت إن ركاب السفن يتم اقتيادهم إلى ميناء أسدود.
أكبر محاولة لكسر الحصار
ويُعد أسطول الصمود الحالي أضخم تحرك بحري دولي من نوعه، إذ انطلقت نحو 50 سفينة تقل 532 متضامنًا مدنيًا من أكثر من 45 دولة بهدف كسر الحصار المفروض على غزة منذ 18 عامًا.
حصار غزة والإبادة المستمرة
ومنذ 2 مارس/ آذار الماضي، شددت إسرائيل حصارها عبر إغلاق جميع المعابر المؤدية إلى القطاع، مانعة دخول الغذاء والدواء والمساعدات الإنسانية، وهو ما دفع غزة إلى حافة المجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على الحدود.
كما أدى الحصار الطويل والحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إلى تشريد نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل 2.4 مليون، فيما أسفرت الهجمات عن 66 ألفًا و148 شهيدًا، و168 ألفًا و716 جريحًا معظمهم من النساء والأطفال.
ووفق بيانات محلية، تسببت المجاعة في وفاة 455 فلسطينيًا، بينهم 151 طفلًا، وسط تحذيرات من تفاقم الكارثة الإنسانية.