إغلاق “شارع الرشيد” يهدد بكارثة إنسانية في غزة

حذر مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إسماعيل الثوابتة، الخميس، من كارثة إنسانية وشيكة تهدد مئات آلاف الفلسطينيين، بعد أن أغلق الجيش الإسرائيلي شارع الرشيد الساحلي، الذي يعد الشريان الوحيد لإيصال المساعدات إلى مدينة غزة وشمالها.
حصار خانق بعد إغلاق الطرق والمعابر
وأعلن الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، منع تنقل الفلسطينيين من وسط وجنوب القطاع إلى شماله عبر “شارع الرشيد” الذي يربط أجزاء غزة على امتدادها الغربي.
وقال الثوابتة إن إغلاق الشارع يعني وقف دخول الغذاء والدواء والوقود لمئات آلاف المحاصرين في مدينة غزة، مؤكداً أن استمرار هذه السياسة يهدد الأرواح بالخطر الفوري.
وذكر أن إسرائيل أغلقت أيضاً، منذ منتصف سبتمبر/أيلول، معبر زيكيم الذي كان المعبر الوحيد لإدخال المساعدات إلى شمال القطاع، ما أدى إلى إطباق الحصار بشكل كامل على المدينة.
سياسة “هندسة التجويع”
وشدد الثوابتة على أن الاحتلال يتحمّل المسؤولية الكاملة عن الكارثة الإنسانية الناجمة عن إغلاق شارع الرشيد، مضيفاً: “يبقى المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي: إما أن يقوم بواجبه القانوني في حماية المدنيين، أو أن يكون شريكاً في الجريمة بالصمت والتقاعس”.
وأوضح أن ما يجري يمثل “جريمة إنسانية مكتملة الأركان”، ويكشف عن سياسة “التجويع الممنهج والإبادة الجماعية”، من خلال حرمان المستشفيات من الوقود والمرضى من الدواء، وترك العائلات دون غذاء أو مأوى.
وأكد أن ما يجري هو عقاب جماعي محظور دولياً، بموجب اتفاقيات جنيف والقانون الدولي الإنساني، داعياً لفتح الممرات الإنسانية فوراً وضمان تدفق المساعدات دون قيود.
عزل مدينة غزة وتشديد الحصار
ويمثل “شارع الرشيد” الطريق الساحلي الرئيس الذي يربط شمال غزة بجنوبها، ويعتمد عليه السكان بشكل أساسي بعد إغلاق “شارع صلاح الدين” شرقي القطاع.
وفي 25 يناير/كانون الثاني 2025، كان الجيش الإسرائيلي قد انسحب من “محور نتساريم”، ما سمح بعودة نصف مليون نازح شمالاً، غير أن السيطرة الإسرائيلية الكاملة عادت لاحقاً مع استئناف العمليات العسكرية.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الأربعاء، إن الجيش “يحكم حصاره” على مدينة غزة بعد السيطرة على محور “نتساريم”، مضيفاً أن أي فلسطيني يغادر شمالاً سيكون مضطراً للمرور عبر حواجز الجيش.
خطة لإعادة احتلال القطاع تدريجياً
وتكثف إسرائيل منذ أسابيع قصفها الدموي على غزة، مدمرة منازل وأبراجاً ومخيمات نازحين، في إطار خطة أقرها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في 8 أغسطس/آب الماضي لإعادة احتلال القطاع تدريجياً، بدءاً من مدينة غزة التي يقطنها نحو مليون نسمة.
وبعد ثلاثة أيام من إقرار الخطة، بدأ الجيش الإسرائيلي هجوماً واسعاً شمل قصف المستشفيات وتدمير الممتلكات، بينما قتل أكثر من 1903 مدنيين فلسطينيين جنوب القطاع بين 11 أغسطس و27 سبتمبر، رغم ادعاءات إسرائيل بأنها “منطقة آمنة”.
حصيلة الحرب المستمرة
منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تواصل إسرائيل حربها على غزة بدعم أمريكي، مخلفة 66,148 قتيلاً و168,716 جريحاً، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى وفاة 455 فلسطينياً بينهم 151 طفلاً بسبب المجاعة.