الجزائر تُعفي سفيرها في لبنان كمال بوشامة بعد تصريحاته عن ترامب

قرّرت السلطات الجزائرية إعفاء سفيرها في لبنان، كمال بوشامة، من مهامه، بعد جدل واسع أثارته تصريحات وصف فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعبارات غير مسبوقة.
تصريحات مثيرة للجدل
أفاد موقع “كل شيء عن الجزائر”، نقلًا عن مصادر موثوقة، أن القرار اتُّخذ بشكل رسمي عقب إدلاء بوشامة بموقف اعتُبر “خارجًا عن الأعراف الدبلوماسية وقيم السياسة الخارجية للجزائر”.
وخلال مشاركته في مؤتمر ثقافي نظمه اتحاد الكتّاب اللبنانيين بالتعاون مع سفارة الجزائر في بيروت، وصف بوشامة ترامب بـ”راعي البقر المعتوه” و”المريض النفسي”، مضيفًا أن مكانه الطبيعي “مستشفى المجانين”.
موقف رسمي صارم
المصادر أوضحت أن هذا الوصف لا يمثل الموقف الرسمي للجزائر، بل رأيًا شخصيًا للسفير، وأن ما صدر عنه يُعد خروجًا عن واجب التحفظ والحياد المفروض على الدبلوماسيين.
واعتبرت السلطات الجزائرية أن ما حدث غير مقبول، وهو ما دفعها إلى اتخاذ قرار نادر بإنهاء مهامه.
علاقات ودّ بين الجزائر وواشنطن
رغم تصريحات بوشامة، فإن العلاقات الجزائرية الأمريكية تشهد في الفترة الأخيرة تقاربًا سياسيًا ودبلوماسيًا. فقد تبادل الرئيس عبد المجيد تبون والرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسائل ودّ في مناسبات عدة.
وفي ذكرى استقلال الجزائر الأخيرة، أرسل ترامب رسالة تهنئة إلى تبون أكد فيها تطلعه لبناء علاقات قوية مع الجزائر. من جهته، بعث تبون رسالة لترامب بعد إعادة انتخابه، أشاد فيها بالشراكة الثنائية وعبر عن عزمه على تعميق التعاون.
ردود فعل متباينة
أثارت تصريحات السفير جدلًا واسعًا على شبكات التواصل والإعلام. اعتبر البعض أن بوشامة “لم يفرّق بين خطاب المثقف وخطاب الدبلوماسي”، وأن ما صدر عنه “زلة غير مقبولة”، فيما أبدى آخرون تضامنهم معه معتبرين أنه عبّر عن الموقف الشعبي الجزائري الرافض للهيمنة الأمريكية.
مسيرة حافلة
كمال بوشامة تجاوز الثمانين من عمره، وله مسيرة طويلة في السياسة والفكر. تولى وزارة الشباب والرياضة بين 1984 و1988، ثم عمل سفيرًا في سوريا، حيث ألّف كتابه المرجعي “الجزائريون في بلاد الشام” (2010).
كما نشر أكثر من عشرين مؤلفًا في التاريخ والسياسة والأدب، وخصص ستة منها لتوثيق تاريخ جبهة التحرير الوطني.
وفي مارس 2022 عيّنه الرئيس تبون عضوًا في مجلس الأمة، قبل أن يُعاد إلى السلك الدبلوماسي سفيرًا في دمشق (2023)، ثم سفيرًا في بيروت (2025) مع اعتماد إضافي لدى قبرص.