شباك نورمقالات وآراء

غد الثورة يصدر بيانًا حول اعتراض أسطول الصمود: الضمير الإنساني في مواجهة الحصار

لم يكن الأسطول الذي انطلق من مرافئ الضمير الإنساني مجرّد سفن خشبية تحمل صناديق غذاء ودواء إلى غزة، بل كان أشبه بقافلة نور وسط ليل طويل، كأنّه قارب نجاة يبحر ضدّ أمواج القهر والجوع والحصار.

وما فعله الاحتلال الإسرائيلي اليوم باعتراضه واحتجازه له، ليس إلا حلقة جديدة في مسلسل طويل من جرائم الحرب، تُضاف إلى كتاب أسود مثقل بفصول الإبادة والتهجير والتجويع.

إنّ غزة، التي تحوّلت منذ أعوام إلى معسكر اعتقال جماعي، لم تعد تحتمل مزيدًا من الطعنات. فقد حاصروا خبزها، وخنقوا دواءها، وأطفأوا نورها بالكهرباء والوقود، وحين حاولت أيادٍ من كل القارات أن تكسر طوق العزلة، اعترضوا تلك الأيادي وكبلوها بالحديد.

أيّ قلب يملك كل هذا الجليد؟ وأيّ ضمير يرضى أن يُطفأ أمل المحاصرين بجرّة رصاص أو قرار غاشم؟

حزب غد الثورة الليبرالي المصري، وهو يحيي الأرواح الحرة التي هبّت من أقصى الأرض وأدناها، يؤكد أنّ التضامن ليس جريمة بل هو شرف، وأن الانتصار للحق الفلسطيني ليس خيارًا سياسيًا بل واجبًا أخلاقيًا ووطنيًا وإنسانيًا. ومن هنا ندعو المجتمع الدولي والمنظمات الأممية للتحرّك العاجل:

  • – لإجبار الاحتلال على الإفراج الفوري عن نشطاء أسطول الصمود.
  • – لحماية المدنيين العزّل من آلة القتل الإسرائيلية.
  • – لوقف العدوان المستمر على فلسطين قبل أن تتحول الخرائط إلى مقابر جماعية.

في ذات الوقت، ومع تقديرنا لموقف مصر الرافض لمشروع التهجير القسري، نطالب بالإفراج عن المحتجزين من اللجنة التحضيرية للأسطول المصري، وعن كل من حُبس لأنه هتف باسم فلسطين أو حمل لافتة حق.

فالتاريخ لن يرحم من يضيّق على أصوات الحرية، ولا من يُعاقب من اختار أن يكون في صفّ المظلومين.

إن غزة اليوم، بما تحمله من دماء الأطفال وصمود الأمهات وعرق العمال ودموع الشيوخ، ليست قضية جغرافيا، بل قضية وجدان عالمي. ومن يخونها، يخون الإنسانية. ومن يخذلها، يخذل نفسه. ستبقى القدس قبلة الأحرار، وستبقى فلسطين مرآة نرى فيها وجوهنا الحقيقية: إمّا وجوه أحرار، أو وجوه متواطئين.

التوقيع
د. أيمن نور
رئيس حزب غد الثورة الليبرالي المصري

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى