أعلنت منظمة “أطباء بلا حدود”، صباح الجمعة، أن القوات الإسرائيلية قتلت أحد أعضائها، عمر حايك (42 عامًا)، وأصابت أربعة آخرين بجروح خطيرة، بعد استهداف فريق طبي كان ينتظر حافلة تنقله إلى المستشفى الميداني التابع للمنظمة في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.

استهداف الطواقم الطبية بملابسهم الرسمية

أكدت المنظمة في بيانها أن جميع أعضاء الفريق كانوا يرتدون سترات واضحة الهوية تحمل شعار “أطباء بلا حدود”، ما يثبت صفتهم كعاملين في المجال الطبي والإنساني. وأشارت إلى أن هذا الهجوم جاء بعد أقل من أسبوعين على مقتل زميل آخر لهم في دير البلح، هو حسين النجار.

وقالت المنظمة: “نشعر بحزن وغضب بالغين إزاء هذه الجريمة، ونقف إلى جانب عائلة عمر وزملائه في هذا الوقت المأساوي”. ولفتت إلى أن عمر هو الرابع عشر من طواقم “أطباء بلا حدود” الذين قُتلوا في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

سيرة الراحل عمر حايك

أوضحت المنظمة أن الفقيد كان اختصاصيًا في العلاج الوظيفي في عيادة غزة منذ عام 2018، وكرّس حياته لمساعدة آلاف المرضى على استعادة قوتهم وكرامتهم. وأضافت أنه اضطر إلى مغادرة مدينة غزة إلى الجنوب في سبتمبر/أيلول الماضي هربًا من القصف والتهجير القسري، لكنه قُتل صباح اليوم وهو في طريقه إلى عمله، تاركًا أسرته بلا معيل بعد وفاة والده ومقتل شقيقه الأصغر.

إصابات خطيرة بين الطواقم

أشارت المنظمة إلى أن المصابين الأربعة في الهجوم يعملون في مجالات حيوية، منها العلاج الطبيعي، جراحة العظام، الإمدادات الطبية، وأحد أفراد الطاقم المالي، مؤكدة أن أحدهم في حالة حرجة جراء إصابته بشظايا.

استهداف مباشر للعاملين الصحيين

وشدد البيان على أن العاملين في القطاع الصحي في غزة يتعرضون للاستهداف المباشر، حيث قُتل العديد منهم واعتُقل آخرون، بينهم الدكتور محمد عبيد، أحد جراحي المنظمة، الذي لا يزال معتقلًا لدى سلطات الاحتلال دون توجيه تهم رسمية.

وأضافت المنظمة: “بينما يُجبر مئات الآلاف من الفلسطينيين على النزوح من شمال غزة إلى الجنوب بحجة الحماية، فإنهم يواجهون القتل والاعتداء في كل مكان. ما من مأمن في غزة. الجميع يعاني من الجوع والحصار منذ قرابة عامين”.

دعوة لوقف الإبادة الجماعية

وفي ختام بيانها، دعت “أطباء بلا حدود” إلى وقف فوري لإطلاق النار، وحماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني، معتبرة أن استمرار الهجمات يرقى إلى مستوى الإبادة الجماعية.

حصيلة الإبادة في غزة

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل –بدعم أميركي وأوروبي– إبادة جماعية في قطاع غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير والاعتقال، متجاهلة قرارات وأوامر محكمة العدل الدولية.

وقد أسفرت هذه الإبادة عن أكثر من 234 ألف شهيد وجريح معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى ما يزيد عن 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين الذين يعانون من المجاعة، فضلاً عن الدمار الشامل الذي محا معظم مدن ومناطق القطاع من على الخريطة.