ملفات وتقارير

من إسطنبول إلى العالم.. مركز حريات يطلق صرخة فكرية ضد خطة ترمب واستسلام المنطقة

مركز حريات للدراسات السياسية والاستراتيجية يعقد مؤتمرًا في إسطنبول بعنوان: “خطة ترمب لاستسلام المنطقة.. بين التطبيع والتهجير وتصفية القضية.. وماذا تفعل الشعوب؟”

عقد مركز حريات للدراسات السياسية والاستراتيجية في مدينة إسطنبول، يوم الجمعة الموافق الرابع من أكتوبر الجاري، مؤتمرًا فكريًا سياسيًا موسعًا بعنوان «خطة ترمب لاستسلام المنطقة.. بين التطبيع والتهجير وتصفية القضية.. وماذا تفعل الشعوب؟»، بمشاركة نخبة من الشخصيات السياسية والفكرية العربية والإسلامية، وسط تفاعل واسع من الباحثين والإعلاميين والمهتمين بالشأن الفلسطيني والإقليمي.


مشاركون بارزون من العالم العربي

شارك في المؤتمر كلٌّ من الرئيس التونسي الأسبق الدكتور المنصف المرزوقي، والوزير السوداني الأسبق الدكتور نافع علي نافع، والمفكر السياسي الفلسطيني الدكتور عمر عبد الله، والدكتور محمد خليل مدير مركز إفريقيا للدراسات الاستراتيجية والبحوث، إلى جانب الأستاذ خالد الشريف مدير الندوة، والأستاذ إسلام الغمري والدكتور طارق الزمر من قيادات مركز حريات.


افتتاح بكلمة الرئيس المرزوقي

افتتح المؤتمر الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي بكلمة مؤثرة أكد فيها أن الدفاع عن فلسطين هو دفاع عن الكرامة العربية والإنسانية، مشيدًا بصمود حركة المقاومة الإسلامية “حماس” وسائر فصائل المقاومة في وجه مشروع استسلام جديد يُقدَّم تحت لافتة “السلام”.
ودعا المرزوقي الشعوب العربية والإسلامية إلى توحيد مواقفها ودعم المقاومة بوصفها خط الدفاع الأخير عن حرية الأمة وكرامتها.

كلمة مدير الندوة: اللحظة مفصلية

بدوره، ألقى الأستاذ خالد الشريف مدير الندوة كلمة افتتاحية قال فيها:

“نلتقي اليوم في لحظة يتقاطع فيها الدم الفلسطيني مع الحسابات الدولية، وتتجدد فيها محاولات تصفية القضية تحت عنوان السلام، ولكن بثوب جديد.”

وأضاف أن رد حركة حماس على مبادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب كان “ردًّا ذكيًّا ومسؤولًا ومشروطًا”، يعكس وعيًا سياسيًا عاليًا وقدرة على إدارة الميدانين العسكري والدبلوماسي بوعي وجرأة.


مداولات المؤتمر: قراءة استراتيجية في صراع الإرادات

ناقش المؤتمر تطورات الموقف الفلسطيني بعد إعلان ترمب عن خطته الجديدة، حيث رأى المشاركون أن ما يجري ليس مبادرة سلام حقيقية، بل محاولة لإعادة صياغة المشهد لصالح الاحتلال تحت غطاء إنساني.
وأكدت المداخلات أن رد المقاومة مثّل نقطة تحول استراتيجية، إذ انتقلت حماس من موقع المتلقي إلى موقع المبادرة، ما أربك الاحتلال وكشف تناقض مواقفه.

كما تناولت المداخلات تحليل مواقف الأطراف الثلاثة:

• المقاومة الفلسطينية: أظهرت نضجًا سياسيًا عبر قبول مشروط وتمسك بالثوابت. • الولايات المتحدة (ترمب): تسعى لتحقيق إنجاز سياسي وشخصي قبيل الانتخابات. • الاحتلال الإسرائيلي (نتنياهو): يواصل المراوغة والعدوان لتجنب التزامات الخطة.


البيان الختامي: دعم للمقاومة وتحذير من التلاعب السياسي

أصدر المؤتمر بيانًا ختاميًا أكد فيه أن المعركة في غزة لم تعد عسكرية فحسب، بل تحولت إلى صراع إرادات سياسي واستراتيجي، وأن رد المقاومة أظهر قدرتها على المبادرة السياسية والإدارة الذكية للمرحلة.

وجاء في البيان:

1 تحية لموقف المقاومة المبدئي والمسؤول الذي أحرج الاحتلال وكشف ازدواجيته.
2 التحذير من محاولات الالتفاف على المبادرة وتحويلها إلى أداة ابتزاز سياسي.
3 تحميل الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن استمرار العدوان رغم المبادرة الإنسانية.
4 مطالبة الرئيس الأمريكي باتخاذ خطوات عملية لإجبار الاحتلال على وقف الحرب.
5 الدعوة لاستمرار الفعاليات الشعبية والإعلامية والحقوقية حتى كسر الحصار السياسي عن غزة.
6 حثّ الحكومات العربية والإسلامية على التقاط اللحظة لممارسة ضغط موحّد لوقف العدوان.

وختم البيان بالتأكيد أن المرحلة الجديدة هي بداية معركة وعي واستراتيجية، تُدار فيها السياسة بذكاء المقاومة، وأن فلسطين لا يمكن أن تسقطها صفقة، ولا أن تحاصرها مبادرة جوفاء.


رسائل المؤتمر: فلسطين باقية والمقاومة تنتصر

أجمع المشاركون على أن القضية الفلسطينية تمر بمرحلة إعادة تموضع تاريخية، حيث فرضت المقاومة معادلة جديدة في الوعي العربي والدولي، وأثبتت أن القوة ليست فقط في الميدان العسكري بل في المبادرة السياسية أيضًا.
وأكدت الكلمات أن “فلسطين لا تُباع، وأن الشعوب الحرة قادرة على إفشال كل مشاريع الاستسلام والتطبيع والتهجير”.


خاتمة التقرير

يُعدّ مؤتمر مركز حريات محطة فكرية مهمة في إعادة قراءة الصراع العربي الإسرائيلي من منظور استراتيجي جديد، يجمع بين الوعي السياسي والعمل الشعبي، ويربط بين المقاومة المسلحة والوعي الجمعي.
ومن إسطنبول، انطلقت رسالة واضحة إلى العالم:

أن القضية الفلسطينية لن تُطوى في صفقات السياسة، بل ستبقى حية في ضمير الأمة حتى يتحقق التحرير والعدالة.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى