العالم العربيفلسطين

شهادات مروّعة من ناشطي أسطول الصمود: “عوملنا كالكلاب وتعرضنا للتعذيب والسرقة”

روى ناشطون شاركوا في أسطول الصمود العالمي ، تفاصيل مروّعة عمّا عاشوه أثناء الهجوم الإسرائيلي على السفن وخلال فترة احتجازهم، مؤكدين أنهم تعرضوا لسوء معاملة وتعذيب وتجويع وسرقة لممتلكاتهم.

وقالت الناشطة إقبال غوربنار، التي وصلت إلى إسطنبول برفقة 135 ناشطا على متن طائرة للخطوط الجوية التركية، إن إسرائيل “أظهرت مرة أخرى ضعفها أمام الرأي العام العالمي وكشفت عن وجهها الحقيقي”.

وأشارت إلى أنها كانت في الزنزانة نفسها مع عضو في البرلمان الإيطالي، مضيفة:

“هل يُعقل أن يُبدّل مكان شخص أربع مرات في ليلة واحدة؟ كانوا يأتون وينقلوننا من زنزانة إلى أخرى محدثين أصواتًا تشبه أصوات الحيوانات. وبصراحة، كانت الجنديات الإسرائيليات أشد ظلمًا من الجنود الرجال. عاملونا معاملة الكلاب”.

وأضافت غوربنار:

“أرادوا أن نبكي، لكننا ضحكنا ورددنا الأناشيد. تركونا جائعين، وقدموا لنا طبقًا واحدًا من الطعام لـ14 شخصًا، بلا أي قيمة غذائية تقريبًا. صادروا أدويتنا أمام أعيننا وسرقوا حواسيبنا وهواتفنا، السرقة جزء من طبيعتهم، لقد سرقوا وطن الفلسطينيين من قبل”.

انهيار صورة إسرائيل في أوروبا

من جانبها، قالت الناشطة زينب ديلك تيك أوجاق إن إسرائيل “أظهرت جنونًا غير مسبوق” في تعاملها مع ممثلين عن 72 دولة شاركوا في الأسطول.

وأوضحت:

“بعد احتجاجنا على خطاب ما يسمى وزير الإبادة الجماعية إيتمار بن غفير، زادوا من مستوى العنف. رفعنا شعارات ضده ومنعناه من الكلام، فاستشاط غضبًا وبدأت بعدها موجة قمع جديدة ضدنا”.

وأضافت أن بين المحتجزين نوابًا ورؤساء نقابات ومحامين وصحفيين من دول مختلفة، مؤكدة:

“كان الجميع يقول: عندما نعود إلى بلداننا سنُظهر الوجه الحقيقي لإسرائيل. في أوروبا انهارت الصورة المزيفة التي حاولت إسرائيل الحفاظ عليها لسنوات، لقد جلبت بداية نهايتها بنفسها”.

“عشنا جزءًا مما يعيشه الفلسطينيون يوميًا”

وقالت الناشطة آيتشين كانط أوغلو إنهن تعرضن لإهانات مروّعة، موضحة:

“في مكان احتجاز النساء علّقوا لافتة كبيرة عليها صورة غزة بعد الدمار، وكتبوا عليها: ‘مرحبًا بكم في غزة’. هذه قمة الوقاحة”.

وأشارت إلى أن الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير جاء لزيارتهن مع الصحفيين، مضيفة:

“وضعونا في قفص يشبه أقفاص الحيوانات، وعندما جاء صرخنا في وجهه: ‘أغلق فمك أيها المجرم القذر’. بعدها زادوا سوء ظروفنا داخل السجن، لكننا لم نندم، كنا 15 شخصًا في زنزانة مخصصة لخمسة”.

وأكدت أن النساء خضعن لتفتيش عارٍ ومهين:

“نُزع عنا كل شيء، وفتشوا أفواهنا وبين أسناننا. تركونا 40 ساعة بلا طعام، وأجبرونا على شرب ماء المراحيض. على الجدران كانت كتابات بالدم لأمهات كتبن أسماء أبنائهن”.

تعذيب واعتداءات وسرقة

وقال الناشط عثمان تشتين قايا إنه كان على متن السفينة الرئيسية في الأسطول، وكانت أول من أوقفها الجيش الإسرائيلي.

“سحب الجنود السفينة إلى الميناء وقيّدوا أيدينا. ظنوا أنهم يُذلّوننا، لكننا أظهرنا لهم أننا لا نخافهم. لم نصل إلى غزة، لكننا كشفنا للعالم الوجه الحقيقي لإسرائيل”.

وأكد الناشط ياسين بنجلوين، الفرنسي من أصل مغربي، أن السلطات الإسرائيلية منعت الناشطين من الأدوية والماء لأكثر من 32 ساعة، وتحدث عن اقتحام غرف الاحتجاز بالكلاب البوليسية ومنع المحتجزين من النوم.

أما الصحفي الإيطالي لورينزو أغوستينو، فقال إنهم نُقلوا إلى البر بعد اختطافهم في المياه الدولية، مضيفًا:

“عاملونا كمجرمين. ركلونا، عصبوا أعيننا، ووضعونا في شاحنة صغيرة شبه عراة في برد قارس لثلاث ساعات”.

مشاركة كويتية وشهادات جديدة

قال الناشط الكويتي محمد جمال إن نحو 700 عنصر من القوات الخاصة الإسرائيلية شاركوا في عملية الاعتقال، مضيفًا:

“بقينا 12 ساعة تحت الشمس حتى الوصول إلى ميناء أسدود. لم نتناول طعامًا طوال هذه المدة، فقط شربنا الماء. عند الوصول، تعرضنا للضرب والشتائم، لكن كان واضحًا أن الإسرائيليين تحت ضغط الرأي العام الدولي”.

الهجوم الإسرائيلي على الأسطول

واعتبارًا من مساء الأربعاء، استولت القوات الإسرائيلية على 42 سفينة تابعة لأسطول الصمود أثناء إبحارها في المياه الدولية نحو غزة، واعتقلت مئات الناشطين من أكثر من 70 دولة.

وأطلق الأسطول نداء استغاثة بعد تعرضه لهجوم في عرض البحر، معتبرًا ما جرى “جريمة حرب مكتملة الأركان”.
وتُعد هذه المرة الأولى التي تُبحر فيها عشرات السفن مجتمعة نحو غزة في محاولة جماعية لكسر الحصار المستمر منذ 18 عامًا على القطاع الذي يقطنه نحو 2.4 مليون فلسطيني.

تحقيق تركي في الجريمة

وفي أعقاب الحادث، أعلنت النيابة العامة في إسطنبول فتح تحقيق رسمي حول احتجاز مواطنين أتراك في المياه الدولية، استنادًا إلى اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، وقانون الإجراءات الجنائية التركي، بتهم تشمل:

“الحرمان من الحرية”، و”اختطاف أو احتجاز وسائل النقل”، و”النهب المشدد”، و”الإضرار بالممتلكات”، و”التعذيب”.

أرقام الكارثة في غزة

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تواصل إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في قطاع غزة، أسفرت عن 67,074 قتيلاً و169,430 جريحًا، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى مجاعة خانقة أودت بحياة 459 شخصًا، بينهم 154 طفلاً، وفق إحصاءات فلسطينية رسمية.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى