في الذكرى الـ 52 لحرب أكتوبر..نصر خالد وكرامة مستردة لا تبرح ذاكرة المصريين

يحتفل الشعب المصري غدا في السادس من أكتوبر لعام 2025، بالذكرى الـ 52 لنصر أكتوبر المجيد، وهو يوم لا يبرح ذاكرة المصريين، حيث سطر الجيش المصري أروع ملحمة تاريخية ضد العدو واستعاد أرضه وكرامته بعزيمة لا تلين وبطولات عظيمة.
ورغم مرور 52 عامًا، فمازال معين نصر أكتوبر، يفيض بالعبر والدروس والتجارب، التي يستلهم المصريين منها رؤيتهم لحاضرهم ومستقبلهم وتؤكد لنا أن التخطيط العلمي والتنفيذ الدقيق والتكاتف أمام التحديات هو السبيل المضمون لتحقيق الأهداف.

ويرى خبراء أن تلك الذكرى العظيمة سُطرت في التاريخ العسكري بحروف من نور، وكان للشعب المصري دور كبير في تحقيق هذا الانتصار حيث قدم بجميع فئاته، مثالًا يحتذى به، في مساندة جيشه، ماديًا ومعنويًا وأثبت أن النصر لا يتحقق فقط على جبهات القتال، وإنما يتحقق أولًا بوحدة الشعب، وصموده ووعيه وإيمانه، وإرادته في التحدي والنصر.
في 28 سبتمبر 1970، توفي الرئيس جمال عبد الناصر، وانتُخب نائبه أنور السادات رئيسًا لمصر في 15 أكتوبر 1970، والذي عقد النية على دخول الحرب وأعلن ذلك في عدة مناسبات، منها إعلانه في 22 يونيو 1971 أن عام 1971 هو عام الحسم، وكلامه أمام المجلس الأعلى للقوات المسلحة في 24 أكتوبر 1972 الذي أوضح فيه وجوب تجهيز القوات المسلحة لدخول الحرب.
البداية
في عام 1973، قرر الرئيسان المصري أنور السادات والسوري حافظ الأسد اللجوء إلى الحرب لاسترداد الأرض التي خسرتها الدولتان في حرب 1967، فقرر مجلس اتحاد الجمهوريات العربية في 10 يناير 1973 تعيين الفريق أول أحمد إسماعيل علي قائدًا عامًا للقوات الاتحادية، وخلال يومي 22 و23 أغسطس 1973 اجتمع القادة العسكريون السوريون برئاسة مصطفى طلاس وزير الدفاع مع القادة العسكريين المصريين برئاسة أحمد إسماعيل علي في الإسكندرية سرًا ليشكلوا معًا المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية والسورية المكون من 13 قائدًا، وذلك للبت في الموضوعات العسكرية المشتركة والاتفاق النهائي على موعد الحرب، واتفق في هذا الاجتماع على بدء الحرب في أكتوبر 1973، وخلال اجتماع السادات مع الأسد في دمشق يومي 28 و29 أغسطس اتفقا على أن يكون يوم 6 أكتوبر 1973 هو يوم بدء الحرب.

أسباب الحرب ودوافعها
– فرض إسرائيل سياسة الأمر الواقع على العرب وتكريس احتلالها للأراضي العربية.
-تحرير الأراضي العربية التي احتلتها إسرائيل في حرب يونيو 1967 وإزالة آثار العدوان.
– إنهاء حالة اللاحرب واللاسلم التي فُرِضَت على المنطقة في ظل سياسة الوفاق بين القوتين العظميين (أمريكا والاتحاد السوفييتي).
– ردّ كرامة الجندي المصري والعربي وتغيير النظرة للجيوش العربية بأنها لا تستطيع ولا تعرف أن تحارب.
– إنهاء حالة التفوق العسكري الإسرائيلي على العرب نتيجة لقيام الولايات المتحدة بإمداد إسرائيل بأحدث الأسلحة وفى التوقيتات التي تضمن لها التفوق الدائم .
-أصبح الموقف الأمريكي رهينة للسياسة الإسرائيلية خاصة بعد المذكرة التي قدمتها الولايات المتحدة لإسرائيل عام 1972 والتي تعهدت فيها أنها لن تتقدم بأي مبادرة سياسية في الشرق الأوسط قبل مناقشتها مع إسرائيل.
-كسر حدة التفوق الاستراتيجي العسكري الإسرائيلي الناتج عن اتخاذه حواجز طبيعية كموانع بينه وبين الجيوش العربية عقب حرب 1967، إذ احتل مرتفعات الجولان السورية شمالًا ونهر الأردن شرقًا ووصل للضفة الشرقية لقناة السويس جنوبًا.