نعيم قاسم: خطة ترامب بشأن غزة تخدم مشروع “إسرائيل الكبرى”

انتقد الأمين العام لحزب الله اللبناني نعيم قاسم ، خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن قطاع غزة، معتبراً أنها تصب في مصلحة مشروع “إسرائيل الكبرى”، وتهدف إلى سلب الفلسطينيين حقهم في إدارة شؤونهم.

وجاءت تصريحات قاسم في كلمة متلفزة بثتها قناة “المنار” التابعة لحزب الله، خلال إحياء الذكرى الأولى لاغتيال القياديين نبيل قاووق وسهيل الحسيني، اللذين اغتالتهما إسرائيل في الضاحية الجنوبية لبيروت عام 2024.

اغتيالات قادة حزب الله

وكانت إسرائيل قد نفذت خلال سبتمبر وأكتوبر من عام 2024 سلسلة غارات عنيفة بصواريخ مضادة للتحصينات استهدفت مواقع في الضاحية الجنوبية لبيروت، أسفرت عن مقتل عدد من قادة الحزب، بينهم الأمين العام السابق حسن نصر الله في 27 سبتمبر، ونبيل قاووق في 29 من الشهر نفسه، وسهيل الحسيني في 8 أكتوبر.

تعديلات على “خطة ترامب” لصالح إسرائيل

وأوضح قاسم أن الخطة الأمريكية تم عرضها بصيغتها الأولية على بعض الدول العربية، لكن بعد لقاءات بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أُدخلت عليها تعديلات لتناسب المصالح الإسرائيلية بشكل كامل.
وقال في كلمته:

“أُجريت تغييرات على عدد من نقاط الخطة بما يخدم مشروع ’إسرائيل الكبرى’ الذي تسعى لتحقيقه بالسياسة بعد أن عجزت عنه بالعدوان والمجازر.”

وأضاف أن خطة ترامب تفرغ القضية من مضمونها، لأنها تنزع حق الفلسطينيين في إدارة شؤونهم، وتعطي السيطرة لطرف دولي خارجي، متسائلًا:

“عندما تكون الإدارة بيد طرف دولي، وتُسلب المسؤولية من أهل الأرض، وحين يُؤخذ الأسرى في الأيام الأولى، فما الذي نكون قد حققناه بعد كل هذه المعارك؟”

انتظار الموقف الفلسطيني

وأكد قاسم أن ما طُرح حتى الآن ليس اتفاقًا نهائيًا بل خطة مبدئية، مشيرًا إلى أن الكلمة الفصل تبقى للفلسطينيين، الذين يواجهون حرب إبادة مستمرة منذ عامين في قطاع غزة.

جولة تفاوض في القاهرة

وفي سياق متصل، أعلنت مصادر مصرية أن القاهرة ستستضيف الأحد جولة تفاوض غير مباشرة بين الوفدين الإسرائيلي والفلسطيني لبحث ملف تبادل الأسرى، في ضوء رد حركة حماس على خطة ترامب، والذي تضمن موافقتها على الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء والأموات.

كما أكدت حماس استعدادها لتسليم إدارة قطاع غزة إلى هيئة فلسطينية من المستقلين (تكنوقراط)، بناءً على التوافق الوطني الفلسطيني، وبدعم عربي وإسلامي، لكنها شددت في الوقت نفسه على أن مستقبل القطاع وحقوق الشعب الفلسطيني يجب أن تناقش داخل الإطار الفلسطيني فقط.

خسائر فادحة في غزة

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تواصل إسرائيل حربها على غزة، التي أسفرت حتى الآن عن 67 ألفًا و74 شهيدًا و169 ألفًا و430 جريحًا، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى مجاعة أودت بحياة 459 فلسطينيًا بينهم 154 طفلًا، وفق مصادر طبية فلسطينية.