آلاف المغاربة يتظاهرون في الرباط رفضًا للإبادة في غزة وتنديدًا بالهجوم على “أسطول الصمود”

شارك آلاف المغاربة، الأحد، في مسيرة حاشدة بالعاصمة الرباط، رفضًا لما وصفوه بـ”الإبادة الجماعية التي ترتكبها تل أبيب منذ نحو عامين في قطاع غزة”، وتنديدًا بـ الهجوم الإسرائيلي على أسطول الصمود العالمي الهادف إلى كسر الحصار المفروض على القطاع.
انطلاق المسيرة من باب الحد إلى البرلمان
انطلقت المسيرة، التي نظمتها هيئات مدنية مغربية أبرزها مجموعة العمل من أجل فلسطين والجبهة المغربية لدعم فلسطين، من منطقة باب الحد التاريخية باتجاه مبنى البرلمان في قلب العاصمة.
وحملت الفعالية شعارًا قويًا:
“في ذكرى الطوفان، مقاومة وصمود حتى تحرير فلسطين، وإسقاط التطبيع”،
في إشارة إلى مرور الذكرى الثانية لحرب الإبادة في غزة التي بدأت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
هتافات داعمة للمقاومة ورافضة للتطبيع
رفع المشاركون الأعلام الفلسطينية والمغربية جنبًا إلى جنب، ورددوا شعارات مؤيدة للمقاومة الفلسطينية من بينها:
“مغاربة مرابطون، للتطبيع رافضون”
و“تحية مغربية لفلسطين الأبية”.
كما طالبوا بـ رفع الحصار عن غزة وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل، داعين المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل لوقف التهجير القسري للفلسطينيين وجرائم الحرب المستمرة.
غضب مغربي من الهجوم على أسطول الصمود
وأعرب المتظاهرون عن غضبهم من الاعتداء الإسرائيلي على “أسطول الصمود” العالمي، الذي تعرض لهجوم في المياه الدولية أثناء توجهه إلى غزة، ورفعوا لافتات تدين “القرصنة الإسرائيلية” بحق النشطاء الدوليين، فيما أُحرق العلم الإسرائيلي في نهاية المسيرة تعبيرًا عن الرفض الشعبي للتطبيع والعلاقات مع الاحتلال.
ويأتي ذلك بعد أن استولت إسرائيل الأربعاء الماضي على 42 سفينة مشاركة في الأسطول، واعتقلت مئات النشطاء الدوليين قبل أن تبدأ بترحيلهم الجمعة الماضية.
وكان الأسطول قد أطلق نداء استغاثة بعد تعرضه لهجوم جوي وبحري، معتبرًا ما حدث “جريمة حرب وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي”.
سياق دولي متوتر
تزامنت المسيرة مع تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي قال الجمعة إنه يعتقد أن حركة حماس باتت مستعدة لسلام دائم، داعيًا تل أبيب إلى وقف القصف على غزة فورًا تمهيدًا لبدء تبادل الأسرى الإسرائيليين.
وتقدّر تل أبيب أن لديها 48 أسيرًا في غزة، بينهم 20 أحياء، فيما تحتجز أكثر من 11 ألفًا و100 فلسطيني في سجونها، يعانون التعذيب والإهمال الطبي، وقد قُتل العديد منهم وفق تقارير حقوقية وإعلامية.
عامان من الإبادة والحصار
منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تواصل إسرائيل بدعم أمريكي ارتكاب إبادة جماعية ضد سكان قطاع غزة، أسفرت حتى الآن عن استشهاد 67 ألفًا و139 فلسطينيًا، وإصابة 169 ألفًا و583 آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى مجاعة أزهقت أرواح 459 شخصًا بينهم 154 طفلًا، وفق بيانات رسمية فلسطينية.
ويخضع القطاع لحصار إسرائيلي خانق منذ 18 عامًا، فيما تمثل التحركات الشعبية العالمية مثل أسطول الصمود والمسيرات التضامنية رسالة مستمرة بأن صوت الشعوب ما زال حاضرًا رغم صمت الحكومات.