أخبار العالمملفات وتقارير

الغارديان: “سماء أوروبا تحت المراقبة”.. موجة فزع جماعية بسبب تصاعد مشاهد المسيّرات الغامضة

ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية أن تزايد مشاهد المسيّرات المجهولة في أجواء أوروبا خلال الأشهر الأخيرة أثار موجة واسعة من القلق الشعبي، وصفتها الصحيفة بأنها “نوبة فزع جماعية“، في ظل تصاعد الشكوك بأن روسيا تقف وراء تلك التوغلات الجوية.

وأوضحت الصحيفة أن هذه الحوادث، رغم عدم تسببها في أضرار مادية كبيرة حتى الآن، خلقت شعورًا متناميًا بانعدام الأمان لدى المواطنين الأوروبيين، الذين باتوا يشعرون كما لو أن “الحرب تقترب من عتبة منازلهم“.

ونقلت الغارديان عن الأستاذة بيريل بونغ، مديرة مشروع “المسيّرات والثقافة” في جامعة كامبردج، قولها إن الهدف من هذه التوغلات ليس العدوان العسكري المباشر، بل إثارة القلق النفسي واستفزاز الأوروبيين.

وقالت بونغ: “أعتقد أن هذه التوغلات وسيلة لتخويف واستفزاز الأوروبيين، فهي تشعرك بأنك ضعيف وبلا حماية، دون أن تتحول إلى حرب شاملة مثل أوكرانيا.”

وأضافت الصحيفة أن الغموض المحيط بالجهة المسؤولة يغذي القلق العام، مشيرة إلى أن استخدام المسيّرات في النزاعات الحديثة حوّل السماء الهادئة إلى مصدر تهديد دائم، بحسب الأستاذ ريتشارد كارتر، المشارك في المشروع البحثي.

كما نقلت الغارديان عن الأستاذ روبرت بارثولوميو من جامعة أوكلاند قوله إن “تاريخ الظواهر المجهولة في شمال أوروبا يعيد نفسه”، موضحًا أن القارة شهدت في ثلاثينيات القرن الماضي مشاهدات لطائرات غامضة ظُنّ أنها سوفياتية، ثم “صواريخ شبحية” في الأربعينيات، و”غواصات مجهولة” في السبعينيات والثمانينيات، وهي ظواهر غذّت المخاوف الجماعية.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الموجة الجديدة من الحوادث تأتي في خضم توترات جيوسياسية متزايدة مع روسيا، وتراجع الثقة في المواقف الأمريكية، لا سيما في عهد الرئيس دونالد ترامب، مما خلق ما وصفته بـ”عاصفة مثالية من الفوضى والقلق الأمني”.

وبحسب الغارديان، فقد شهدت أوروبا الشمالية والغربية عشرات البلاغات عن مسيّرات مجهولة خلال العام الأخير، بينها ثلاث مسيّرات أُسقطت داخل المجال الجوي البولندي الشهر الماضي، فيما أدت بلاغات أخرى إلى إغلاق مطارات كبرى مثل كوبنهاغن وميونخ.

وكشف ريني باجو، الرئيس التنفيذي لشركة “إينيفيت باور” الإستونية، للصحيفة أن شركته رصدت 22 رحلة مسيّرة غير مسجلة قرب محطات طاقة كبرى شرق إستونيا، مؤكدًا أن هذه المشاهدات لم تؤثر على سير العمل، لكنها أثارت “تساؤلات ومخاوف عميقة” في أنحاء القارة.

واختتمت الغارديان تقريرها بالإشارة إلى تصريحات إيغرت بيليتشيف، المدير العام لقوات الحدود الإستونية، الذي اعتبر أن هذه الحوادث تمثل “استفزازات متكررة لاختبار قدرات الناتو وردود فعله”، في حين يرى محللون أنها جزء من “استراتيجية حرب نفسية روسية تهدف إلى زعزعة الشعور بالأمن في أوروبا”.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى