العالم العربيمصر

انطلاق مفاوضات حماس وإسرائيل في شرم الشيخ اليوم بمشاركة أمريكية ومصرية وقطرية لبحث تفاصيل خطة ترامب



تنطلق، اليوم الاثنين، في مدينة شرم الشيخ المصرية، المفاوضات غير المباشرة بين حركة حماس وإسرائيل، بمشاركة وفود من الولايات المتحدة ومصر وقطر، لبحث آليات تنفيذ خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الهادفة إلى إنهاء الحرب المستمرة على قطاع غزة منذ عامين تقريبًا.

وقال ترامب، في منشور على منصة “تروث سوشيال”، إن الفرق الفنية ستجتمع اليوم في مصر لبحث التفاصيل النهائية من الاتفاق، مضيفًا:

“أُبلغت بأن المرحلة الأولى من الخطة ستُنجز هذا الأسبوع، وتشمل وقفًا لإطلاق النار وانسحابًا إسرائيليًا أوليًا مقابل الإفراج عن جميع المحتجزين الإسرائيليين الأحياء والأموات”.

ودعا الرئيس الأمريكي إلى التحرك بسرعة، مؤكدًا أن “الوقت هو الفيصل، وإلا سيليه سفك دماء هائل لا يريد أحد رؤيته”.

خطة ترامب: وقف الحرب وتبادل الأسرى

رحبت حركة حماس، في وقت سابق، ببعض بنود مقترح ترامب المكوّن من 20 بندًا، وأبدت قبولًا مشروطًا يتضمن:

  • إنهاء الحرب على غزة
  • انسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع
  • الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين

وأعلنت حماس، مساء الأحد، وصول وفدها التفاوضي برئاسة خليل الحية إلى مصر، لبدء النقاش حول آليات وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية وتبادل الأسرى.

في المقابل، أكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن وفدًا برئاسة وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر سيتوجه إلى مصر للمشاركة في المباحثات، في وقت يشترط فيه نتنياهو الإفراج الكامل عن جميع المحتجزين قبل تنفيذ أي بند آخر من الاتفاق.

تفاصيل المرحلة الأولى

وفق مصادر مطلعة في حركة حماس، ستتركز المفاوضات الفنية على آليات تنفيذ صفقة التبادل ووقف إطلاق النار، وتشمل المطالب التالية:

  • وقف تام لإطلاق النار
  • انسحاب الجيش الإسرائيلي من داخل التجمعات السكانية إلى المواقع التي كان يتمركز فيها قبل اتفاق يناير الماضي
  • توقف حركة الطيران الحربي والمسيرات لمدة 10 ساعات يوميًا (و12 ساعة في أيام التبادل)
  • تطبيق هذه الإجراءات طيلة فترة المفاوضات التي قد تمتد لأسبوع أو أكثر

كما تتمسك الحركة بأن يُراعى في الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين مبدأ الأقدمية والسن، بحيث يجري الإفراج وفق تاريخ الاعتقال والعمر، إلى جانب إطلاق سراح 250 أسيرًا محكومين بالمؤبد و1700 أسير من غزة ممن اعتقلوا خلال الحرب دون صلة بهجوم 7 أكتوبر.

مواقف الأطراف الدولية

قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، في مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز”، إن “المفاوضات الجارية هي الفرصة الأقرب للتوصل إلى اتفاق منذ وقت طويل“، مؤكدًا أن المرحلة الأولى الخاصة بتبادل الأسرى هي الأسهل نسبيًا، بينما تبقى قضايا إعادة إعمار غزة وتحديد الجهة التي ستديرها أكثر تعقيدًا.

من جانبه، حذر ترامب من أنه إذا رفضت حماس التخلي عن السلطة والسيطرة على القطاع، فسيتم تنفيذ “الإبادة التامة” ضدها، بحسب تصريح نقله موقع “أكسيوس” عن محادثة حادة جرت بين ترامب ونتنياهو خلال الأيام الماضية.

شروط إسرائيل وتصريحات نتنياهو

قال نتنياهو، في اجتماع مع عائلات جنود قتلوا في غزة، إن إسرائيل لن تنفذ أي بند آخر من خطة ترامب قبل الإفراج الكامل عن جميع المحتجزين، مضيفًا:

“حتى تنفيذ البند الأول، وهو الإفراج عن جميع المحتجزين، الأحياء منهم والأموات، وحتى انتقال آخر محتجز إلى إسرائيل، لن ننتقل إلى أي بند آخر”.

وأكد أن إسرائيل ستستأنف عملياتها العسكرية في غزة بنهاية المهلة التي حددها ترامب إذا لم تُفرج حماس عن المحتجزين، زاعمًا أن ذلك سيتم بدعم كامل من جميع الدول المعنية.

أجواء تفاؤل حذر

ورغم المعارضة داخل الائتلاف الحكومي الإسرائيلي لبعض بنود الصفقة، فإن مصادر سياسية في تل أبيب تحدثت عن تفاؤل حذر بإمكانية تحقيق اختراق أولي، خصوصًا في ضوء الضغوط الأمريكية والمصرية والقطرية المتزايدة لوقف الحرب ووضع إطار شامل لتسوية الأزمة.

وتأتي هذه الجولة في وقت تواصل فيه إسرائيل حربها على قطاع غزة، والتي أسفرت منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 عن استشهاد 67 ألفًا و139 فلسطينيًا وإصابة 169 ألفًا و583 آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء، وسط تحذيرات دولية من كارثة إنسانية غير مسبوقة.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى