حكومة غزة: دمار شامل بنسبة 90% وخسائر تتجاوز 70 مليار دولار بعد عامين من الحرب الإسرائيلية

كشف مكتب الإعلام الحكومي في غزة، التابع لحركة حماس، عن حصيلة صادمة للخسائر البشرية والمادية التي خلّفتها الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ عامين على القطاع، مؤكّدًا أن الجيش الإسرائيلي دمّر 90% من القطاع، فيما بلغت الخسائر الاقتصادية الأولية نحو 70 مليار دولار
وقال المكتب، في بيان تفصيلي، إن إسرائيل تسيطر على أكثر من 80% من مساحة قطاع غزة، مشيرًا إلى أن ما يجري هو “إبادة جماعية وتطهير عرقي ممنهج ضد السكان المدنيين”.
76 ألف ضحية ومفقود و169 ألف جريح
ووفق التقرير، بلغ عدد الضحايا والمفقودين 76 ألفًا و639 فلسطينيًا، بينهم 67 ألفًا و139 قتيلاً، و9 آلاف و500 مفقود، لا يزال عدد كبير منهم تحت الأنقاض أو مجهولي المصير.
كما سجّلت المستشفيات 169 ألفًا و583 جريحًا، من بينهم أكثر من 4 آلاف و800 حالة بتر، و1200 حالة شلل، و1200 حالة فقدان بصر.
وأشار التقرير إلى أن 18% من حالات البتر تخص أطفالًا، فيما يحتاج أكثر من 19 ألف جريح إلى تأهيل طويل الأمد.
وأوضح البيان أن أكثر من 56 ألف طفل أصبحوا أيتامًا، وأن نحو 21 ألف امرأة فقدن أزواجهن، في حين يحتاج أكثر من 5 آلاف طفل إلى إجلاء طبي عاجل لإنقاذ حياتهم.
دمار واسع للبنية التحتية
أكد التقرير أن إسرائيل ألقت أكثر من 200 ألف طن من المتفجرات على القطاع خلال 730 يومًا، ما أدى إلى تدمير هائل للبنية التحتية:
- 268 ألف وحدة سكنية دُمّرت كليًا.
- 148 ألف وحدة تضررت بشدة وغير صالحة للسكن.
- 153 ألف وحدة تضررت جزئيًا.
- 288 ألف أسرة فلسطينية باتت دون مأوى.
كما دمّر الجيش الإسرائيلي أكثر من 3 ملايين متر طولي من الطرق والشوارع، و700 ألف متر من شبكات المياه والصرف الصحي، إضافة إلى 247 مقرًا حكوميًا و292 منشأة رياضية.
انهيار القطاع الصحي
أشار المكتب إلى أن القطاع الصحي تعرض لانهيار شبه كامل، حيث دُمر أو خرج عن الخدمة:
- 38 مستشفى و96 مركز رعاية صحية.
- 197 سيارة إسعاف.
- 61 مركبة إنقاذ تابعة للدفاع المدني.
كما أكد أن أكثر من 12 ألف مريض بالسرطان مهددون بالموت بسبب انعدام العلاج، إلى جانب 350 ألف مريض مزمن يعانون نتيجة نقص الأدوية، و107 آلاف سيدة حامل ومرضعة مهددات بالخطر لانعدام الرعاية الصحية.
خسائر التعليم والعبادة
كشف التقرير أن 95% من مدارس القطاع تضررت ماديًا، وأكثر من 90% من المباني التعليمية تحتاج لإعادة بناء أو تأهيل شامل.
وتم تدمير 165 مدرسة وجامعة كليًا، و392 أخرى جزئيًا، فيما قُتل أكثر من 13 ألفًا و500 طالب و830 معلمًا وكادرًا تربويًا.
كما استُهدف 835 مسجدًا دُمّر كليًا، و180 مسجدًا جزئيًا، إضافة إلى 3 كنائس و40 مقبرة نُبشت أو دُمّرت، بينما أقام الجيش الإسرائيلي 7 مقابر جماعية داخل المستشفيات.
كارثة إنسانية ومجاعة ممنهجة
أوضح التقرير أن إسرائيل منعت دخول أكثر من 120 ألف شاحنة مساعدات إنسانية ووقود، وأغلقت المعابر 220 يومًا متواصلة.
وأدى ذلك إلى وفاة 460 شخصًا بسبب الجوع وسوء التغذية، بينهم 154 طفلًا، فيما يواجه 650 ألف طفل خطر الموت جوعًا نتيجة نقص الغذاء وحليب الأطفال.
كما ذكر المكتب أن 40 ألف رضيع مهددون بالموت بسبب نقص حليب الأطفال، وأن 22 ألف مريض بحاجة للعلاج في الخارج يمنعهم الاحتلال من السفر، بينهم 5 آلاف طفل في حالة حرجة.
خسائر القطاعات الاقتصادية والزراعية
قدّر التقرير الخسائر الأولية المباشرة لجميع القطاعات الحيوية بـ70 مليار دولار، توزعت كالتالي:
- 28 مليار دولار لقطاع الإسكان
- 5 مليارات للقطاع الصحي
- 4 مليارات للتعليم
- 4.5 مليارات للتجارة
- 4 مليارات للصناعة
- 2.8 مليار للزراعة
- 1.4 مليار لقطاع الكهرباء
- 3 مليارات للاتصالات والإنترنت
- 6 مليارات لقطاع الخدمات والبلديات
أما الزراعة فكانت من أكثر القطاعات تضررًا، إذ دُمّرت 94% من الأراضي الزراعية و665 مزرعة حيوانية، بينما تراجعت إنتاجية الخضروات بنسبة 93%، وتضررت الثروة السمكية بنسبة 100%.
النزوح القسري وفقدان المأوى
أوضح التقرير أن أكثر من 2 مليون فلسطيني نزحوا قسرًا بسبب القصف المستمر، حيث تحولت 135 ألف خيمة إلى مساكن مؤقتة متهالكة، فيما استُهدف 293 مركز إيواء.
وأشار إلى أن 80% من مساحة القطاع باتت تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي، في ظل عمليات تهجير ممنهجة وقصف متكرر للمناطق التي تُعلنها إسرائيل “آمنة”، مثل منطقة المواصي التي قُصفت 136 مرة.
أكد مكتب الإعلام الحكومي أن ما يتعرض له قطاع غزة يمثل جريمة حرب وإبادة جماعية مكتملة الأركان، محملًا المجتمع الدولي مسؤولية الصمت والتقاعس عن وقف العدوان.
وتأتي هذه الإحصاءات في وقت تبدأ فيه مفاوضات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل في شرم الشيخ، بوساطة مصرية وأمريكية وقطرية، ضمن خطة ترامب التي تتضمن وقف الحرب وتبادل الأسرى، وسط آمال بإنهاء الكارثة الإنسانية المتفاقمة في القطاع.