هآرتس تكشف شهادات صادمة من محاضر قضائية: تعذيب واعتداءات على ناشطي أسطول الصمود داخل السجون الإسرائيلية

كشفت صحيفة “هآرتس” العبرية، استنادًا إلى محاضر قضائية رسمية للناشطين المحتجزين من أسطول الصمود العالمي لكسر الحصار عن غزة، عن انتهاكات جسيمة وتعذيب ممنهج مارسته السلطات الإسرائيلية ضدهم أثناء احتجازهم.
وقالت الصحيفة إن عشرات الناشطين الذين مثُلوا أمام محكمة مراجعة الاحتجاز الإسرائيلية أفادوا بأنهم مُنعوا من التواصل مع محامين، وتعرضوا لسوء معاملة شديدة، بينها الحرمان من الماء والضرب والإهانة ونزع الحجاب.
“لقد عذبونا”
أحد الناشطين النرويجيين قال للقاضي إيتيل جيفاون:
“وضعونا في حر شديد، وحرمونا من الماء، وعندما حاولنا النوم طلبوا من ضباط شرطة أن يصرخوا علينا. لقد عذبونا.”
وأضافت الصحيفة أن عددًا كبيرًا من المعتقلين أكدوا أنهم احتُجزوا في ظروف قاسية ومهينة، وتم التعامل معهم كأسرى حرب رغم كونهم ناشطين مدنيين شاركوا في مهمة إنسانية.
نزع الحجاب وإهانة النساء
وأشارت الصحيفة إلى أن إحدى المحتجزات قالت إنها تعرضت للشتائم من عناصر أمن السجن الذين نزعوا عنها حجابها بالقوة، بينما أجبرت أخرى على خلعه بالكامل.
أما ناشطة يونانية، فقالت أمام القاضي:
“طلبتُ محاميًا فقالوا لي أن أبحث عن محامٍ في غزة. وحرموني من الماء. لقد عذبوني. هذه ليست دولة ديمقراطية، أريد التحدث مع السفارة.”
وأضافت:
“لا أستحق هذه المعاملة، لستُ مجرمة. في بلدي سالونيك توجد جالية يهودية كبيرة عانت من النازية، وكنت أشارك في أنشطة معهم، لكن ما رأيته هنا لا إنساني.”
اعتداءات جسدية على ناشطين أوروبيين
كما نقلت “هآرتس” عن ناشط إيطالي قوله إنه تعرّض للضرب في ميناء أسدود على يد الشرطة الإسرائيلية، في حين أكد صربي أنه تعرض للركل والضرب أثناء نقله إلى الحافلة.
وأشارت الصحيفة إلى أن شهادات مشابهة وردت من ناشطين من هولندا، وبولندا، وليبيا، ودول أخرى، جميعها تتحدث عن الحرمان من الماء والطعام، وتكرار الصراخ عليهم أثناء النوم، والإهانة اللفظية.
محاكمات سريعة بلا محامين
وبيّنت الصحيفة أن المحاكم الإسرائيلية عقدت جلسات استماع متتابعة وسريعة للغاية شملت نحو 288 محضراً قضائياً، دون تمكين أغلب المعتقلين من الحصول على محامين.
وقالت:
“اعترض المحامون القلائل الذين حضروا الجلسات على تطبيق قانون الدخول الإسرائيلي على أشخاص أُدخلوا قسراً إلى الأراضي المحتلة، لكن القضاة رفضوا ذلك.”
منظمة عدالة توثّق الانتهاكات
وأكدت منظمة عدالة الحقوقية الفلسطينية، التي تمثل معظم الناشطين المعتقلين، أن هؤلاء تعرضوا لـالضرب، وتقييد الأيدي لساعات طويلة تحت أشعة الشمس، والإهانات العنصرية، مشيرة إلى أن احتجازهم يشكل انتهاكًا فاضحًا للقانون الدولي الإنساني.
خلفية الحدث
وكان الجيش الإسرائيلي قد هاجم عشرات السفن التابعة لـ”أسطول الصمود” في المياه الدولية قبالة غزة، وصادر المساعدات الإنسانية واحتجز أكثر من 500 ناشط مدني من جنسيات متعددة، قبل أن يُرحِّل بعضهم قسرًا.
وتواصل إسرائيل منذ مارس/آذار الماضي إغلاق جميع المعابر مع قطاع غزة، مما أدى إلى مجاعة مميتة رغم تكدس آلاف الشاحنات المحمّلة بالإغاثة على الحدود.
إبادة مستمرة في غزة
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تواصل إسرائيل إبادة جماعية في قطاع غزة بدعم أمريكي، خلّفت حتى الآن أكثر من 67 ألف قتيل و169 ألف جريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى وفاة 460 فلسطينيًا جراء المجاعة بينهم 154 طفلًا.