ترجماتفلسطين

صحف عالمية تكشف خطة توني بلير لحكم غزة وتصف إسرائيل بـ”القوة المعزولة” بعد عامين من الحرب

تناولت عدد من الصحف العالمية، اليوم الثلاثاء، التحولات العسكرية والسياسية التي تعيشها إسرائيل بعد مرور عامين على هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، مشيرة إلى تراجع مكانة تل أبيب الدولية وتزايد عزلتها، إلى جانب تسريبات حول خطة يعدها رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير لإدارة قطاع غزة بعد الحرب.

وقالت صحيفة “يسرائيل هيوم” الإسرائيلية إن وثيقة مسرّبة كشفت عن خطة وضعها مكتب توني بلير بالتعاون مع دوائر أميركية وإسرائيلية مقربة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تقضي بتأسيس سلطة انتقالية يديرها بلير لمدة تتراوح بين 3 و5 سنوات، بمشاركة مجلس محلي فلسطيني محدود الصلاحيات.

وبحسب الوثيقة، ستُنشأ قوة متعددة الجنسيات وصندوق لإعادة إعمار غزة بتمويل خليجي وغربي، إلى جانب حظر أي فصيل مسلح فلسطيني وإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية بإشراف دولي.

وسيتم تنفيذ الخطة على مراحل تبدأ بالتحضير لمدة ثلاثة أشهر، تليها فترة انتقال أولي، ثم مرحلة إعادة تأهيل تمتد بين عامين وثلاثة، ليجري بعدها نقل السلطة تدريجياً إلى سلطة فلسطينية “مُعاد إصلاحها” خلال خمس سنوات.

وفي تعليقها على الوثيقة، قالت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية إن “تولي بلير إدارة غزة يشبه عودة شبحٍ سياسي من رمال المنطقة”، معتبرة أن بلير “يعود إلى المسرح الإقليمي من بوابة ترامب، ساعياً لأن يكون الحاكم المدني لقطاع غزة”.

إسرائيل بين القوة والعزلة

أما صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، فاعتبرت أن إسرائيل خرجت من الحرب “أقوى عسكرياً، لكنها أكثر عزلة دبلوماسياً من أي وقت مضى”، مشيرة إلى أن استمرار الحرب أضرّ بسمعتها الدولية وأشعل احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في الغرب، كما تراجعت شعبية إسرائيل داخل الولايات المتحدة خاصة بين الشباب والديمقراطيين.

وأضافت الصحيفة أن سعي تل أبيب لاغتيال قادة حركة “حماس” في قطر أضرّ بعلاقاتها الإقليمية، وجعلها “تبدو كمن يطارد الحرب من أجل الحرب”.

وفي “وول ستريت جورنال”، جاء مقال رأي يرى أن إسرائيل رغم تفوقها العسكري تواجه “خطر فقدان دعمها الغربي”، مشيراً إلى أن المجتمع الإسرائيلي سيدفع ثمناً باهظاً للحرب لسنوات.

ونقلت الصحيفة عن دانييل شابيرو، السفير الأميركي السابق في تل أبيب، قوله إن “استعادة إسرائيل لمكانتها الدولية لن تتحقق إلا بإنهاء الحرب وظهور قيادة جديدة”.

أما صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية، فانتقدت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتأجيله تشكيل لجنة تحقيق مستقلة بعد عامين من الحرب، مشيرة إلى أن ذلك يعكس “خوفاً سياسياً وشخصياً من تحميله المسؤولية”، تماماً كما حدث بعد حرب أكتوبر 1973.

تحولات في الموقف الأميركي

وفي افتتاحيتها، قالت “لوموند” الفرنسية إن نجاح المفاوضات الجارية في مصر لوقف الحرب يرتبط بتغير موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي “أدرك أخيراً أن الحرب لم تعد تخدم مصالح بلاده ولا استقرار الشرق الأوسط”.

وأضافت الصحيفة أن خطة ترامب الجديدة تمثل محاولة لإنهاء حربٍ تجاوزت كل الحدود، لكنها “تتطلب وضوحاً سياسياً لا يتحقق إلا عبر حل الدولتين”.

وفي السياق ذاته، نقلت صحيفة “هآرتس” عن السفير الأميركي لدى تل أبيب مايك هاكابي قوله إن إسرائيل لن تشارك في إدارة غزة بعد الحرب، موضحاً أن “نزع سلاح حماس مسألة سابقة لليوم التالي”، وأن الخطة الأميركية “ستشمل مشاركة دول عربية في قوة استقرار دولية”.

وبينما تتواصل المشاورات في القاهرة بشأن تنفيذ خطة ترامب للسلام، تظل التسريبات حول دور توني بلير واحتمال توليه إدارة غزة مؤشراً على مرحلة جديدة في مسار الصراع، تتداخل فيها الحسابات السياسية مع الطموحات الشخصية، وسط مشهد إقليمي متوتر ومفتوح على كل الاحتمالات.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى