
ماهر المذيوب، عضو مجلس نواب الشعب بالجمهورية التونسية عن دائرة الدول العربية وبقية دول العالم، ومساعد رئيس المجلس للفترة النيابية 2019–2024، وجّه تحية إجلال وإكبار لشبكة الجزيرة الإعلامية، التي وصفها بـ”نبض الأمة المتوهّج بالحياة”، بمناسبة مرور عامين على تغطيتها المتواصلة لعدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة، منذ 07 أكتوبر 2023 وحتى اليوم.
الجزيرة كانت هناك… دائمًا
أكّد المذيوب أن الجزيرة كانت ولا تزال موجودة في كل لحظة مفصلية من تاريخ الشعوب العربية والإسلامية، قائلًا:
“في بغداد، كانت هناك.
في الفلوجة، كانت هناك.
في كابول وقندهار، كانت هناك.
في ميدان التحرير بالقاهرة، وسيدي بوزيد وتونس العاصمة… كانت هناك.
ومن الطبيعي جدًا أن تكون الجزيرة في غزة منذ 07 أكتوبر 2023، وحتى 07 أكتوبر 2025، وما بعدهما… حتى يغادر آخر جندي من العدو المحتل.”
730 يومًا من النبض المهني والتضحيات
استعرض المذيوب الأرقام التي تعكس حجم الالتزام المهني لشبكة الجزيرة في تغطية العدوان، مشيرًا إلى أنها قضت:
“730 يومًا – 17,520 ساعة تلفزيونية – دون انقطاع، رغم الاستهداف المباشر، وقتل كوادرها، ومحاولات إسكات صوتها.”
وشدّد على أن ما قامت به الشبكة:
“يعرف معناه وتكلفته فقط من عاش المهنة، وواجه الكاميرا في الميدان. الجزيرة لم تهرب، لم تساوم، لم تبِع القضية في سوق النخاسة الإعلامية.”
قصة إرادة لا تعرف الانكسار
قال المذيوب إن الجزيرة أثبتت أن الإعلام يمكن أن يكون مقاومة، مؤكّدًا:
“70 مكتبًا، 3000 موظف من 95 جنسية، اشتغلوا لأجل هدف واحد: أن تكون الجزيرة هناك، تنقل الصورة كما هي — دامية أو قاسية — دون تزييف.”
وأثنى على وفاء الشبكة بالتزاماتها المهنية تجاه كوادرها وشركائها، رغم الظروف المستحيلة، معتبرًا ذلك “أمرًا نادرًا واستثنائيًا في عالم الإعلام.”
دماء الشهداء تصنع ذاكرة الأمة
أشار المذيوب إلى أن عدد شهداء الصحافة في حرب غزة 2023–2025 هو الأعلى في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، مشيرًا إلى:
“نحو 250 شهيدًا من الصحفيين، منهم 11 شهيدًا من شبكة الجزيرة، كتبوا بالدم سردية الحقيقة.”
وذكّر بأن الجزيرة تحوّلت من قناة إلى شبكة دولية كبرى، وبأن الصحفي الشهيد طارق أيوب في بغداد كان أول من روّى التزام الجزيرة بالكلمة الحرة.
رسالة لا تموت رغم الحجب والاستهداف
في ختام كلمته، شدد المذيوب على أن الجزيرة:
“لم تكن يومًا شاهد زور، ولا خانت قضايا الأمة، ولا طبّعت مع الكذب، ولا زوّرت رواية.
ورغم التضييق والمنع وحتى حجبها في رام الله، فإنها بقيت كما هي: الصوت الصادق، والمرآة التي لا تكذب.”
وأكد أن الجزيرة ستبقى “نبض الأمة من طوفان الأقصى وغزة إلى جيل GZ.”