نيوزويك: واشنطن أنفقت 30 مليار دولار على حرب غزة والصراعات الإقليمية خلال عامين

كشفت صحيفة نيوزويك الأميركية، في تقرير نشرته اليوم الثلاثاء، أن الولايات المتحدة أنفقت نحو 30 مليار دولار على حرب غزة والصراعات المتصلة بها في الشرق الأوسط خلال العامين الماضيين، ما يسلط الضوء على البعد المالي الخفي للدعم الأميركي غير المحدود لإسرائيل.
وأوضح التقرير أن 21 مليار دولار من هذا المبلغ خُصصت للدعم العسكري المباشر لإسرائيل، بينما وُجه الباقي للعمليات المرتبطة بالنزاع في اليمن وإيران ومناطق أخرى، في إطار ما وصفته الصحيفة بـ”تكاليف الحروب غير المعلنة”.
وأشار التقرير، استنادًا إلى دراسة صادرة عن مشروع “تكاليف الحرب” في معهد واتسون للشؤون الدولية والعامة بجامعة براون، إلى أن الحرب الإسرائيلية على غزة فرضت أعباء مالية ثقيلة على دافعي الضرائب الأميركيين، الذين يمولون عمليًا القنابل التي تُلقى على القطاع.
ووفق الدراسة، خصصت واشنطن 21.7 مليار دولار كمساعدات عسكرية لإسرائيل بين أكتوبر/تشرين الأول 2023 وسبتمبر/أيلول 2025، بينما أنفقت ما بين 9.6 و12 مليار دولار على عمليات عسكرية في مناطق أخرى بالمنطقة، من بينها اليمن وإيران.
وفي السنة الأولى وحدها من الحرب، بلغت قيمة الدعم العسكري الأميركي لإسرائيل 17.9 مليار دولار، وهو أعلى رقم تسجله العلاقات بين البلدين منذ نشأتها.
ورغم هذا الدعم غير المسبوق، أظهرت استطلاعات للرأي تغيّرًا ملحوظًا في مواقف الأميركيين من الحرب.
فقد كشف استطلاع أجرته نيويورك تايمز الأسبوع الماضي أن 36% من الأميركيين يتعاطفون مع الفلسطينيين مقابل 34% فقط مع إسرائيل، فيما أعرب 51% عن معارضتهم لأي دعم اقتصادي أو عسكري إضافي لتل أبيب.
وقال الباحث ويليام دي هارتونج، أحد المشاركين في إعداد التقرير، إن هذا الإنفاق الضخم “لا يخدم المصالح الأميركية، بل يسهم في إذكاء الصراع والانتقام ويعزز الكراهية ضد الولايات المتحدة في المنطقة”، معتبرًا أن تمويل الهجمات الإسرائيلية، خصوصًا على غزة وإيران، “يعمّق عدم الاستقرار ويعقد فرص السلام”.
من جانبها، أكدت المحاضِرة في كلية كينيدي بجامعة هارفارد ليندا بيلمز أن للرأي العام الأميركي “الحق في معرفة كيف تُستخدم أموال الضرائب في تمويل هذه الصراعات المكلفة”، مشيرة إلى أن تكاليف الحروب في الشرق الأوسط تجاوزت بكثير حدود الردع والدفاع، وأصبحت عبئًا اقتصاديا وأخلاقيا على الولايات المتحدة نفسها.
ويأتي هذا التقرير بينما تدخل حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة عامها الثالث، بعد عامين من عملية طوفان الأقصى التي شنتها المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأدت إلى استشهاد أكثر من 67 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب تهجير وتجويع سكان القطاع وتدمير نحو 80% من مبانيه ومرافقه المدنية بدعم سياسي وعسكري أميركي مستمر.