سوريا تعلن إصدار عملة جديدة بست فئات خالية من صور ورموز.. لأول مرة بعد سقوط نظام الأسد

أعلن حاكم مصرف سوريا المركزي عبد القادر الحصرية، الأربعاء، أن العملة السورية الجديدة ستصدر بست فئات مختلفة خالية من الصور والرموز السياسية أو التاريخية، في خطوة وُصفت بأنها تحول رمزي كبير نحو مرحلة ما بعد نظام الأسد.

فئات جديدة بتصميم حديث

وقال الحصرية، في تصريحات لوكالة الأنباء السورية الرسمية سانا، إن العملة الجديدة “ستصدر بست فئات مختلفة لتلبية احتياجات التداول اليومية بكفاءة أكبر”، دون أن يحدد موعدًا رسميًا للإصدار.

وأوضح أن هذه الفئات ستتراوح بين الصغيرة والمتوسطة والكبيرة، بما يضمن سهولة التعامل النقدي في الأسواق، مؤكدًا أن المصرف المركزي سيُعلن لاحقًا عن تفاصيل كل فئة من حيث القيمة والتصميم والحجم بعد استكمال الإجراءات الفنية والأمنية للطباعة.

من عملة الأسد إلى عملة بلا رموز

ولا يزال السوريون حتى اليوم يتعاملون بالعملة القديمة التي تحمل صور بشار الأسد ووالده حافظ الأسد، إذ تظهر صورة الأول على فئة الألفي ليرة (في حين يعادل الدولار نحو 11 ألف ليرة)، وصورة والده على فئة الألف ليرة سورية.

ويرى كثير من السوريين في تلك العملات رمزًا لحقبة الاستبداد والمأساة الوطنية، فيما يشكون من كثافة الأوراق النقدية وصعوبة التعامل بها، إذ يحتاج المواطن إلى حمل رزم من النقود لشراء احتياجاته اليومية.

عملة بهوية وطنية حديثة

وشدد الحصرية على أن “الابتعاد عن استخدام الرموز أو صور الأشخاص أو المعالم التاريخية هو توجه حديث يهدف إلى تبسيط الشكل البصري والتركيز على الهوية الرقمية والعملية للعملة”.
وأضاف أن هذا التوجه “ينسجم مع الاتجاه العالمي نحو التصميم النظيف والمجرّد الذي يرمز إلى الشفافية والثقة بالنظام النقدي“، مؤكدًا أن العملة الجديدة “لن تكون مجرد أرقام، بل ذات هوية وطنية معاصرة تعبّر عن الحداثة والاستقرار الاقتصادي“.

تحديث نقدي دون تضخم

وفيما يتعلق بتبديل العملة القديمة، قال حاكم المصرف إن إطلاق العملة الجديدة سيسهم في معالجة نقص السيولة من خلال استبدال الأوراق التالفة وضخ أوراق حديثة أكثر جودة، مشيرًا إلى أن هذا التحديث لن يؤدي إلى زيادة في الكتلة النقدية، لأن الهدف هو “التحديث لا التوسع النقدي”.

إصلاحات بعد سقوط النظام السابق

وكان مصرف سوريا قد أعلن في أغسطس/ آب الماضي أنه في مراحل متقدمة من إعداد خطة طرح العملة الجديدة، المصممة وفق أعلى المعايير الفنية العالمية.

ومنذ الإطاحة بنظام بشار الأسد أواخر 2024، تعمل الإدارة السورية الجديدة على تنفيذ إصلاحات اقتصادية وسياسية شاملة، لتحسين الأوضاع المعيشية وإعادة بناء مؤسسات الدولة.
وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، بسطت الفصائل السورية سيطرتها على البلاد، منهية 61 عامًا من حكم حزب البعث، منها 53 عامًا لحكم عائلة الأسد.