العالم العربيفلسطين

فلسطين: اقتحام بن غفير للأقصى محاولة لإشعال المنطقة وإفشال جهود ترامب لوقف إطلاق النار في غزة

اعتبرت السلطة الفلسطينية، الأربعاء، أن اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير للمسجد الأقصى يشكل محاولة متعمدة لإشعال المنطقة وإفشال الجهود الدولية، بما فيها مساعي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، للتوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

إدانات فلسطينية رسمية

جاء ذلك في بيانين منفصلين لوزارة الخارجية الفلسطينية ومحافظة القدس، عقب اقتحام بن غفير وعدد من المسؤولين الإسرائيليين ومئات المستوطنين باحات المسجد الأقصى في ثاني أيام عيد “العرش” اليهودي، الذي بدأ الثلاثاء ويستمر أسبوعًا.

وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية “الاقتحام المتكرر للمتطرف بن غفير للمسجد الأقصى المبارك، بمرافقة من المستوطنين وشرطة الاحتلال”، مؤكدة أن هذه الاقتحامات “تهدف إلى تكريس التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى”.

تصريحات بن غفير الاستفزازية

وفي وقت سابق، نقلت هيئة البث العبرية الرسمية عن مكتب بن غفير قوله إنه اقتحم المسجد “للصلاة من أجل النصر في الحرب (الإبادة في غزة) وتدمير حركة حماس، وعودة المختطفين”، في خطوة وصفتها الأوساط الفلسطينية بأنها استفزازية وعنصرية.

وقالت الخارجية الفلسطينية إن هذه الممارسات “الاستعمارية والاستفزازية” تهدف إلى إشعال الضفة الغربية والقدس، وإثارة مشاعر المسلمين في العالم، مشددة على أن بن غفير يسعى لإفشال الجهود الدولية وعرقلة خطة ترامب الرامية لوقف العدوان على غزة.

وطالبت الوزارة المجتمع الدولي بمحاسبة إسرائيل على انتهاكاتها الجسيمة للقانون الدولي، بما يردعها عن مواصلة استهداف القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية.

تحذيرات من محافظة القدس

من جانبها، حذرت محافظة القدس الفلسطينية من الاقتحامات الواسعة لباحات المسجد الأقصى التي ينفذها المستوطنون المتطرفون تحت حماية مشددّة من شرطة الاحتلال، وبمشاركة وزراء وأعضاء كنيست من اليمين الفاشي.

وقالت المحافظة إن بن غفير قاد اقتحامًا جديدًا للمسجد الأقصى، وأدى طقوسًا تلمودية استفزازية، مطلقًا تصريحات عنصرية وتحريضية ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته، معتبرة ذلك “لعبًا بالنار قد يؤدي إلى ما لا تُحمد عقباه”.

وشددت المحافظة على أن هذه الاقتحامات تمثل تصعيدًا خطيرًا وممنهجًا ضمن مخطط تهويدي يستهدف تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى، ومحاولة فرض واقع ديني جديد بقوة السلاح والعنصرية، مؤكدة أن المسجد الأقصى حق خالص للمسلمين وحدهم.

اقتحامات متزايدة خلال الأعياد اليهودية

وقالت محافظة القدس إن السلطات الإسرائيلية أغلقت باب المغاربة بعد أن اقتحم 1758 مستوطنًا المسجد الأقصى اليوم الأربعاء على شكل مجموعات، وذلك غداة اقتحام أكثر من 500 مستوطن المسجد الثلاثاء، بحسب أوقاف القدس.

ويؤكد الفلسطينيون أن إسرائيل تكثف جرائمها لتهويد القدس الشرقية، بما فيها المسجد الأقصى، وطمس هويتها العربية والإسلامية، بينما يتمسكون بها عاصمةً لدولتهم المأمولة، استنادًا إلى قرارات الشرعية الدولية التي لا تعترف باحتلال المدينة عام 1967 ولا بضمها عام 1980.

خلفية سياسية وميدانية

وتأتي هذه التطورات في ظل مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس في مدينة شرم الشيخ المصرية، برعاية مصرية وقطرية وأمريكية، ضمن خطة ترامب التي تتضمن وقف إطلاق النار، والإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، ونزع سلاح حماس.

وبالتوازي مع ذلك، تواصل إسرائيل، بدعم أمريكي، ارتكاب إبادة جماعية في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أسفرت عن استشهاد 67 ألفًا و183 فلسطينيًا وإصابة 169 ألفًا و841 آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى وفاة 460 فلسطينيًا بسبب المجاعة، بينهم 154 طفلًا.

وفي الضفة الغربية، قتل الجيش الإسرائيلي والمستوطنون ما لا يقل عن 1049 فلسطينيًا، وأصابوا نحو 10 آلاف و300 آخرين، واعتقلوا أكثر من 20 ألفًا، بينهم نحو 1600 طفل، بحسب معطيات رسمية فلسطينية.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى