اتفاق غزة.. هل تضع خطة ترامب نهاية لحرب غزة؟
بعد أربعة أيام من المفاوضات غير المباشرة بين وفود حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل بوساطة مصرية وقطرية وتركية وأميركية في مدينة شرم الشيخ، أُعلن فجر اليوم الخميس التوصل إلى اتفاق بشأن المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في قطاع غزة.
تفاصيل الاتفاق
تشمل المرحلة الأولى من الاتفاق:
- وقفاً كاملاً لإطلاق النار في قطاع غزة (لم يُعلن موعد دخوله حيز التنفيذ بعد).
- إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء المحتجزين في غزة خلال مدة أقصاها الاثنين المقبل.
- انسحاب الجيش الإسرائيلي من مدينة غزة ومحيطها إلى “الخط الأصفر” المتفق عليه، وهو خط الانسحاب الأول المنصوص عليه في الخطة.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن الاتفاق “يمهد الطريق لسلام قوي ودائم”، مؤكداً أن “إسرائيل ستسحب قواتها تدريجياً، وسيُفرج عن جميع الأسرى قريباً جداً”.
صفقة تبادل الأسرى
كشف قيادي في حركة حماس أن الحركة ستفرج عن 20 أسيراً إسرائيلياً أحياء مقابل إطلاق سراح أكثر من ألفي أسير فلسطيني من سجون الاحتلال، من بينهم:
- 250 أسيراً محكوماً بالمؤبد.
- 1700 أسير اعتُقلوا بعد اندلاع الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأوضح مصدر فلسطيني مطلع أن عملية التبادل ستتم خلال 72 ساعة من بدء تنفيذ الاتفاق، مشيراً إلى أن جميع الفصائل الفلسطينية وافقت عليه.
كما نص الاتفاق على:
- إدخال ما لا يقل عن 400 شاحنة مساعدات يومياً إلى قطاع غزة خلال الأيام الخمسة الأولى بعد وقف إطلاق النار، على أن تُزاد الكميات تدريجياً.
- عودة النازحين من جنوب القطاع إلى مدينة غزة وشمالها فور دخول الاتفاق حيز التنفيذ.
وبحسب شبكة “ABC” الأميركية، فإن انسحاب الجيش الإسرائيلي إلى الخط الفاصل في غزة سيستغرق أقل من 24 ساعة من لحظة التصديق الرسمي على الاتفاق.
أما بالنسبة للأسرى الإسرائيليين المتوفين، فأفادت صحيفة نيويورك تايمز بأن رفات 28 محتجزاً ستُعاد على مراحل، نظراً لصعوبة تحديد أماكن بعضهم في الوقت الراهن.
موعد التوقيع
لم يُعلن الوسطاء عن توقيت التوقيع الرسمي، لكن مصدر فلسطيني قال لوكالة الصحافة الفرنسية إن التوقيع متوقع ظهر اليوم في القاهرة، بحضور وفود من مصر وقطر وتركيا والولايات المتحدة.
في المقابل، أكد مصدر إسرائيلي لوكالة “رويترز” أن مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي والحكومة سيعقدان اجتماعين متتاليين لإقرار الاتفاق في الخامسة مساءً بالتوقيت المحلي (14:00 بتوقيت غرينتش).
ردود الفعل
في تل أبيب، خرجت احتفالات لعائلات الأسرى الإسرائيليين بعد إعلان الاتفاق، فيما عبّر الوسطاء عن ترحيبهم بما وصفوه بـ”الاختراق التاريخي” بعد حرب استمرت عامين وخلفت أكثر من 67 ألف شهيد فلسطيني و169 ألف جريح، معظمهم من النساء والأطفال.
المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري أكد أن “الجانبين وافقا على جميع بنود وآليات تنفيذ المرحلة الأولى، بما يؤدي إلى وقف الحرب والإفراج عن المحتجزين ودخول المساعدات”، مشيراً إلى أن التفاصيل الكاملة ستعلن لاحقاً.
ما بعد الاتفاق
رغم التوصل إلى هذه المرحلة، لا تزال هناك تفاصيل حساسة لم تُحسم بعد، أبرزها إدارة قطاع غزة بعد الحرب ومستقبل حركة حماس.
وتشير خطة ترامب، المكونة من 20 بنداً، إلى احتمال منح دور للسلطة الفلسطينية في إدارة غزة بعد إجراء إصلاحات داخلية واسعة، إلى جانب تشكيل حكومة تكنوقراط تحت إشراف دولي وإنشاء مجلس سلام دولي برئاسة ترامب لمتابعة التنفيذ.
وأكد قيادي في حماس أن المفاوضات حول المرحلة الثانية من الخطة ستبدأ فور بدء تنفيذ المرحلة الأولى، موضحاً أن “الهدوء على الأرض سيكون شرطاً للتقدم في المسار السياسي”.
