مصطفى البرغوثي: وقف الحرب في غزة لا يعني نهاية الصراع وفرص الحرية الفلسطينية أكبر من أي وقت مضى

قال مصطفى البرغوثي، الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، إن وقف الحرب في غزة لا يعني نهاية الصراع مع إسرائيل، مشيرًا إلى أن فرص الشعب الفلسطيني في نيل حريته واستقلاله اليوم أكبر من أي وقت مضى.
ضرورة توحيد القيادة الفلسطينية
شدد البرغوثي على أن وحدة القيادة الفلسطينية أصبحت ضرورة حتمية لمواجهة المؤامرات، مضيفًا أن “الشعب الفلسطيني، وطوال العامين الماضيين من الإبادة، كان ينقصه وجود قيادة موحدة”.
وعلى مدى سنوات طويلة، عقدت لقاءات بين الفصائل الفلسطينية لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، دون أن تسفر عن خطوات عملية جادّة.
ويستمر الانقسام السياسي والجغرافي منذ عام 2007، حيث تسيطر حركة حماس على قطاع غزة، بينما تدير حركة فتح بزعامة الرئيس محمود عباس شؤون الضفة الغربية.
خطة ترامب والوصاية الأجنبية
وتطرق البرغوثي إلى خطة ترامب، موضحًا أن الشارع الفلسطيني يرفض بقاء أي قوات إسرائيلية في غزة أو فصلها عن الضفة الغربية، ويرفض كذلك أي وصاية أجنبية أو إدارة خارجية على الفلسطينيين.
ووفقًا للبند التاسع من الخطة، يخضع قطاع غزة لحكم انتقالي مؤقت من لجنة فلسطينية تكنوقراطية غير سياسية مسؤولة عن إدارة الخدمات العامة والبلديات، تحت إشراف هيئة انتقالية دولية جديدة تُعرف باسم “مجلس السلام”، يترأسها دونالد ترامب ويشارك فيها قادة دول من بينهم توني بلير رئيس الوزراء البريطاني الأسبق.
وحدة وطنية ومقاومة سياسية
وأشار البرغوثي إلى أن المرحلة المقبلة تتطلب وحدة وطنية شاملة تستند إلى اتفاق بكين للمصالحة الذي وقعته الفصائل الفلسطينية في يوليو/ تموز 2024، وتشكيل حكومة توافق وطني تمهد لإجراء انتخابات عامة للمجلس الوطني والرئاسة والتشريعي.
في 22 يوليو 2024، أعلنت 14 فصيلاً، من بينها “فتح” و”حماس”، بعد اجتماعاتها في بكين، اتفاقها على الوصول إلى “وحدة وطنية شاملة” تضم كل القوى في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، وتشكيل حكومة توافق مؤقتة تدير الضفة وغزة والقدس.
وقال البرغوثي: “نحن في الضفة نواجه معركة مع الاحتلال، ونهاية الحرب في غزة لا تعني نهاية الصراع، بل سيتصاعد، وفرص الشعب الفلسطيني في نيل حريته واستقلاله اليوم أكبر من أي وقت مضى”.
كما أعرب عن أمله بأن يسفر اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى عن الإفراج عن قيادات فلسطينية بارزة مثل مروان البرغوثي وأحمد سعدات وقيادات من حماس، معتبرًا أن إسرائيل ترفض إطلاقهم لأنهم “يعززون الوحدة الفلسطينية”.
دمار هائل وإبادة ممنهجة
ولفت البرغوثي إلى أن الشعب الفلسطيني في غزة “عاش عامين من الدمار والجرائم، ارتكبت خلالهما إسرائيل إبادة جماعية وتطهيرًا عرقيًا وعقوبات جماعية شملت تجويع المدنيين“.
وأضاف أن إسرائيل ألقت على غزة أكثر من 160 ألف طن من المتفجرات، أي ما يعادل 76 كغم لكل فرد، وهي قوة تفوق ثمانية أضعاف قنبلتي هيروشيما وناجازاكي.
وأشار إلى أن 92% من المنشآت و94% من المستشفيات دُمّرت بالكامل، فيما أزيلت مدن كاملة مثل جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون وأجزاء واسعة من مدينة غزة.
قال البرغوثي إن “غزة أصبحت في القرن الحادي والعشرين رمزًا جديدًا للدمار الشامل، كما كانت هيروشيما رمزًا له في القرن العشرين”.
اتفاق ترامب والاعتراف الدولي بفلسطين
وفي سياق متصل، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فجر الخميس اتفاق إسرائيل و”حماس” على المرحلة الأولى من خطته، التي تتضمن انسحابًا إسرائيليًا إلى خط متفق عليه وتبادل أسرى متوقع في 13 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
وبشأن الاعتراف الدولي بدولة فلسطين، قال البرغوثي إن “صمود الشعب الفلسطيني كان سببًا رئيسيًا في تزايد الاعترافات الدولية“، مشيرًا إلى أن ملايين المتظاهرين خرجوا حول العالم دعمًا لفلسطين وحقها في الدولة.
في سبتمبر/ أيلول الماضي، اعترفت 11 دولة جديدة بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهي: بريطانيا، كندا، أستراليا، البرتغال، لوكسمبورغ، بلجيكا، أندورا، فرنسا، مالطا، موناكو، وسان مارينو، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 159 دولة من أصل 193.
عزلة إسرائيلية متزايدة
وأكد البرغوثي أن إسرائيل تكبدت خسائر اقتصادية وبشرية غير مسبوقة، وفقدت مكانتها الدولية، لتصبح “كيانًا معزولًا”.
وفي منتصف سبتمبر الماضي، أقر بنيامين نتنياهو للمرة الأولى بأن إسرائيل دخلت في “نوع من العزلة”، مشيرًا إلى ضرورة “التكيّف مع اقتصاد أكثر اعتمادًا على الذات”.
مشهد إنساني مأساوي
وبدعم أمريكي، تواصل إسرائيل منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ارتكاب إبادة جماعية في قطاع غزة، أسفرت عن 67,194 قتيلًا و169,890 جريحًا، معظمهم أطفال ونساء، إلى جانب مجاعة أزهقت أرواح 460 فلسطينيًا بينهم 154 طفلًا.