أردوغان: ثمن العودة إلى أجواء الإبادة في غزة سيكون باهظًا جدًا

:

تناول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في كلمة ألقاها خلال حفل افتتاح مشاريع بولاية ريزا شمالي تركيا، مستجدات الأوضاع في غزة، محذرًا من أن “ثمن العودة إلى أجواء الإبادة الجماعية سيكون باهظًا جدًا”.

اتفاق غزة.. بارقة أمل بعد عامين من القهر

وقال أردوغان:

“بالأمس، تلقينا خبراً ساراً من مصر أسعدنا جميعاً نحن المسلمين، بل وجميع أصحاب الضمير الحي؛ تم التوصل إلى اتفاق في المحادثات بين حركة حماس والحكومة الإسرائيلية”.

وأضاف أن هذه الخطوة أدخلت الفرح إلى قلوب سكان غزة، قائلاً:

“لأول مرة منذ عامين، ارتسمت البسمة على وجوه سكان غزة، خرج الناس إلى الشوارع فرحاً لا خوفاً، كما أسعدتنا فرحة أشقائنا الفلسطينيين وأدفأت قلوبَنا ابتساماتُ أطفال غزة”.

وأشار الرئيس التركي إلى أن غزة ستستعيد عافيتها بعد سنتين من القهر والمعاناة، مؤكداً أن بلاده كانت من أكثر الدول إسهامًا في الجهود الرامية للوصول إلى هذا الاتفاق منذ بداياته.

تحركات دبلوماسية تركية مكثفة

وأوضح أردوغان أن مسألة وقف إراقة الدماء في غزة تصدرت أجندة لقاءاته في نيويورك وواشنطن، لافتًا إلى أنه أوفد رئيس جهاز المخابرات إبراهيم قالن إلى الدوحة، ووزير الخارجية هاكان فيدان إلى السعودية والإمارات لمتابعة المفاوضات.

وقال:

“أجرينا محادثات شاملة مع حماس، والتقينا بدول شقيقة في المنطقة، وخاصة قطر ومصر، بذلنا كل ما في وسعنا لإحلال السلام والهدوء والأمن في غزة في أقرب وقت ممكن”.

وأضاف أن التوصل إلى الاتفاق الحالي “يفتح الطريق نحو سلام دائم في غزة”، مشددًا على أن مطلب أنقرة الوحيد هو السلام والاستقرار وإحلال الهدوء في المنطقة.

الالتزام بالاتفاق وإعمار غزة

وأكد الرئيس التركي أن ما يهم بلاده الآن هو التطبيق الحرفي للاتفاق، مشيرًا إلى أن تركيا ستسهم بقوة في مرحلة التنفيذ.
وقال:

“سنُسرّع إيصال المساعدات الإنسانية من سفننا الراسية في ميناء العريش بمصر إلى غزة قبل حلول الشتاء”.

وحول المخاوف من خرق إسرائيل للاتفاق، أشار أردوغان إلى “سجل إسرائيل السيئ في نكث وعودها”، مضيفًا:

“نعمل على ضمان اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنعهم من تكرار نفس النهج، بعد سنتين من القصف العنيف هناك دمار هائل وأنقاض في غزة. إن شاء الله، سنفي بمسؤولياتنا في إزالة هذا الدمار وإعادة إعمار غزة”.

تحذير من تكرار الإبادة

وحذر أردوغان من أن العودة إلى أجواء الإبادة الجماعية ستكلف المنطقة ثمناً باهظاً للغاية، مؤكداً ضرورة إعطاء فرصة حقيقية للسلام.
وقال:

“لقد أصبحت منطقتنا، وخاصة غزة، غارقة في الدماء والمجازر والدموع، ويجب إعطاء السلام فرصة وتجنب أعمال التخريب”.

تركيا تواصل دعمها للشعب الفلسطيني

واختتم الرئيس التركي كلمته بتجديد موقف بلاده الثابت من القضية الفلسطينية، قائلاً:

“تركيا وقفت دائمًا إلى جانب شعب غزة خلال النضال والمفاوضات، وستواصل دعم الفلسطينيين بكل ما أوتيت من قوة. أُحيي بكل احترام إخواني وأخواتي في غزة الذين يقاومون الظلم بشراسة منذ عامين، وأدعو الله أن يرحم شهداء غزة ويشفي الجرحى”.

خلفية الاتفاق

وفجر الخميس، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة حماس على المرحلة الأولى من خطته لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، عقب أربعة أيام من مفاوضات غير مباشرة في مدينة شرم الشيخ، بمشاركة تركيا ومصر وقطر، وبإشراف أمريكي.

وكان ترامب قد كشف في 29 سبتمبر/أيلول الماضي عن خطة من 20 بندًا، تضمنت الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين في غزة، ووقف إطلاق النار، ونزع سلاح حركة حماس.

وتُقدّر إسرائيل وجود 48 أسيرًا في غزة، منهم 20 على قيد الحياة، بينما يقبع في سجونها أكثر من 11 ألفًا و100 فلسطيني، يعانون من التعذيب والإهمال الطبي وسوء المعاملة، وفق تقارير حقوقية فلسطينية وإسرائيلية.

ومنذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ارتكبت إسرائيل إبادة جماعية في غزة أسفرت عن 67 ألفًا و211 شهيدًا و169 ألفًا و961 جريحًا، معظمهم من الأطفال والنساء، فضلًا عن مجاعة حصدت أرواح 460 فلسطينيًا بينهم 154 طفلًا.