لليوم الثاني.. عشرات الآلاف من النازحين يعودون إلى مناطقهم في غزة بعد انسحاب جزئي للجيش الإسرائيلي

تتواصل، لليوم الثاني على التوالي (السبت)، عودة عشرات آلاف النازحين الفلسطينيين إلى المناطق التي انسحب منها الجيش الإسرائيلي داخل قطاع غزة، عقب دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ ظهر الجمعة.
عودة تدريجية إلى الشمال والوسط
وأفاد مراسلون ميدانيون بأن آلاف العائلات الفلسطينية بدأت حزم أمتعتها من أماكن نزوحها في وسط وجنوب القطاع، وانطلقت سيرًا على الأقدام باتجاه منازلها المدمرة في مدينة غزة ومحافظات الشمال.
وأشاروا إلى أن الانتقال من الجنوب إلى الشمال يجري عبر شارعي الرشيد غربًا وصلاح الدين شرقًا، في رحلات شاقة تستغرق ساعات طويلة نتيجة الدمار الهائل ونقص المواصلات.
وتنقل بعض العائدين بواسطة مركبات قديمة أو عربات تجرها الحيوانات، فيما استخدم آخرون دراجات هوائية ونارية وسط نقص حاد في الوقود وتدمير معظم الطرق.
انسحاب جزئي وفتح محدود للمناطق
وبالتزامن مع بدء مرحلة التهدئة الأولى، عاد آلاف النازحين إلى مناطقهم في وسط وأجزاء من شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي منها.
وكانت عودة النازحين قد بدأت فعليًا يوم الجمعة فور إعلان وقف إطلاق النار، حيث شهدت عدة مناطق من قطاع غزة تحركات جماعية نحو الشمال.
في المقابل، منع الجيش الإسرائيلي دخول الفلسطينيين إلى بلدتي بيت حانون وبيت لاهيا شمالًا، ومدينة رفح جنوبًا، وبحر القطاع، في وقت اقتصرت فيه الانسحابات داخل مدينة غزة على معظم الأحياء باستثناء الشجاعية وأجزاء من التفاح والزيتون.
فرح حذر ومشاهد الدمار
وأعرب عدد من النازحين عن فرحهم الحذر بوقف الحرب، آملين أن يكون الاتفاق خطوة حقيقية نحو إنهاء القتال دون عودة.
في المقابل، اضطر كثيرون منهم إلى نصب خيام على أنقاض منازلهم المدمرة في مشهد مؤلم يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي خلفتها الحرب.
وقال أحد العائدين:
“عدنا رغم الخوف، لأن البقاء في الخيام لم يعد ممكناً. نأمل أن تكون هذه الهدنة حقيقية لا مؤقتة”.
تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار
ودخلت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل حيز التنفيذ الجمعة الساعة 12:00 ظهرًا بتوقيت القدس (09:00 ت.غ)، بعد أن أقرت حكومة إسرائيل الاتفاق فجرًا.
ويستند الاتفاق إلى خطة طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تتضمن:
- وقف الحرب والعمليات العسكرية،
- انسحابًا متدرجًا للجيش الإسرائيلي،
- إطلاقًا متبادلًا للأسرى،
- دخولًا فوريًا للمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة،
- ونزع سلاح حركة حماس.
جهود الوساطة ودور شرم الشيخ
وجاء التوصل إلى الاتفاق بعد أربعة أيام من مفاوضات غير مباشرة بين الجانبين في منتجع شرم الشيخ المصري، بمشاركة تركيا ومصر وقطر، وتحت إشراف أمريكي مباشر، ضمن الجهود الرامية لإنهاء الحرب المستمرة منذ عامين.
حصيلة عامين من الإبادة في غزة
ومنذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل إبادة جماعية في قطاع غزة استمرت لعامين كاملين، خلّفت 67,211 شهيدًا و169,961 جريحًا، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى مجاعة أودت بحياة 460 فلسطينيًا، بينهم 154 طفلًا.