تصاعد الاشتباكات الحدودية بين أفغانستان وباكستان وسط تبادل القصف المدفعي

تصاعدت حدة الاشتباكات الحدودية بين أفغانستان وباكستان، اليوم السبت، حيث انخرط جيشا البلدين في قصف مدفعي متبادل وإطلاق نيران كثيفة على طول الشريط الحدودي الشرقي، في أحدث تصعيد بين الجانبين منذ شهور.
ويأتي هذا التصعيد بعد يوم من اتهام إدارة طالبان الأفغانية المؤقتة، الجيش الباكستاني بانتهاك المجال الجوي فوق العاصمة كابل وقصف سوق شعبي في منطقة مارغا بولاية باكتيكا المحاذية للحدود، مساء الخميس.
ولم تؤكد إسلام آباد أو تنفِ على الفور مسؤوليتها عن تلك الهجمات، لكنها شددت على أنها “ستبذل قصارى جهدها لحماية مواطنيها”، في ظل ما وصفته بـ”تصاعد أنشطة الإرهاب” التي تلقي باللوم فيها على حركة طالبان باكستان (TTP).
قصف متبادل مستمر
وأفادت مصادر أمنية باكستانية أن تبادلاً كثيفًا لإطلاق النار مستمر على طول الحدود منذ مساء السبت، يشمل مقاطعات خوست، ننكرهار، بكتيكا، بكتيا، وكونار.
وقال مسؤول أمني باكستاني، طلب عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخوّل بالتصريح للإعلام:
“لا يزال إطلاق النار مستمرًا في عدة مقاطعات حدودية، وهناك تقارير عن سقوط ضحايا، لكن لا يمكن تأكيد الأرقام في الوقت الراهن”، مضيفًا أن “القوات الأفغانية هي من بدأت إطلاق النار”.
من جانبها، أصدرت وزارة الدفاع الأفغانية المؤقتة بيانًا قالت فيه إن قواتها شنت هجمات ردًّا على الانتهاكات المتكررة للمجال الجوي الأفغاني والغارات التي نفذها الجيش الباكستاني مؤخرًا داخل الأراضي الأفغانية.
توتر متزايد على الحدود
ويبلغ طول الحدود بين البلدين نحو 2640 كيلومترًا، وتُعد واحدة من أكثر المناطق حساسية في جنوب آسيا، حيث تشهد منذ سنوات اشتباكات متكررة وعمليات عسكرية متبادلة، وسط تبادل للاتهامات بدعم الجماعات المسلحة عبر الحدود.
وتُظهر مقاطع مصوّرة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي نيران مدفعية كثيفة ودخانًا متصاعدًا في مناطق حدودية، لكن لم يُعرف الموقع الدقيق لتلك المقاطع، ولم تتمكن مصادر مستقلة من التحقق من صحتها بشكل مؤكد.
ولم تُصدر الحكومة الباكستانية حتى الآن تعليقًا رسميًا على التطورات الجارية، فيما حذر مراقبون من أن استمرار الاشتباكات قد يؤدي إلى تدهور إضافي في العلاقات بين إسلام آباد وحكومة طالبان، خاصة في ظل الاتهامات المتبادلة بشأن دعم جماعات مسلحة تنشط على جانبي الحدود.