السعودية وقطر تدعوان باكستان وأفغانستان إلى ضبط النفس واحتواء التوتر الحدودي

أعربت كلٌّ من المملكة العربية السعودية ودولة قطر ، عن قلقهما العميق إزاء التصعيد العسكري والاشتباكات الحدودية بين باكستان وأفغانستان، داعيتين الطرفين إلى ضبط النفس وتغليب لغة الحوار والدبلوماسية للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة.
وقالت وزارة الخارجية السعودية، في بيان نشرته عبر حسابها الرسمي على منصة “إكس”، إن المملكة “تتابع بقلق التوترات والاشتباكات التي تشهدها المناطق الحدودية بين جمهورية باكستان الإسلامية ودولة أفغانستان”.
ودعت الرياض الطرفين إلى تجنب التصعيد واعتماد الحكمة والحوار، بما يسهم في خفض حدة التوتر، مؤكدة دعمها لكافة الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تعزيز السلام والاستقرار، وحرصها على تحقيق الأمن والازدهار للشعبين الباكستاني والأفغاني.
موقف قطري مماثل
وفي بيان مماثل، أعربت وزارة الخارجية القطرية عن قلق الدوحة من التصعيد الحدودي بين باكستان وأفغانستان، وما قد يترتب عليه من تداعيات على أمن واستقرار المنطقة.
وحثت قطر الجانبين على تغليب لغة الحوار والدبلوماسية وضبط النفس والعمل على احتواء الخلافات، بما يسهم في خفض التوتر وتجنب التصعيد، تحقيقًا للأمن الإقليمي.
كما أكدت دعمها “لكافة الجهود الرامية إلى تعزيز السلم والأمن الدوليين”، مشددة على حرصها على استتباب الأمن والازدهار للشعبين الشقيقين في باكستان وأفغانستان.
اشتباكات مسلحة وتبادل للاتهامات
ويأتي الموقفان السعودي والقطري في ظل اندلاع اشتباكات عنيفة السبت بين القوات الباكستانية والأفغانية على طول الحدود المشتركة، بعد أيام من تصاعد التوتر بين البلدين.
وقالت وزارة الدفاع الأفغانية المؤقتة إن قواتها شنّت هجمات “ردًا على الانتهاكات المتكررة للمجال الجوي الأفغاني والغارات الجوية الباكستانية” على أراضيها.
بينما لم تؤكد إسلام آباد مسؤوليتها عن تلك الهجمات، لكنها شددت على أنها ستتخذ الإجراءات اللازمة لحماية مواطنيها في مواجهة ما وصفته بـ”تصاعد الإرهاب” الذي تتهم حركة طالبان باكستان بشنّه من داخل الأراضي الأفغانية.
خلفية الصراع الحدودي
تتقاسم باكستان وأفغانستان حدودًا بطول 2,640 كيلومترًا، تضم عدة معابر رئيسية تُعد شريانًا للتجارة الإقليمية وحركة العبور بين الشعوب في البلدين.
لكن تلك المناطق تشهد منذ أعوام توترات متكررة وهجمات متبادلة، خصوصًا في ظل اتهام باكستان لجماعات مسلحة تنشط داخل أفغانستان بشن عمليات ضد قواتها.
والخميس الماضي، وقع انفجار قوي في العاصمة الأفغانية كابل، تزامن مع غارة جوية نُسبت لطائرات باكستانية استهدفت منطقة مارغا بولاية باكتيا الحدودية، وهو ما أثار موجة من الاتهامات المتبادلة بين الطرفين.
وفي اليوم التالي، أعلنت حركة طالبان باكستان مسؤوليتها عن هجمات متزامنة في إقليم خيبر بختونخوا أسفرت عن مقتل 23 شخصًا، بينهم 20 عنصرًا أمنيًا و3 مدنيين، وهو ما زاد من حدة التوتر.
قلق إقليمي متصاعد
ويرى مراقبون أن الاشتباكات الأخيرة بين البلدين تنذر بموجة تصعيد جديدة تهدد أمن جنوب آسيا، في وقت تحاول فيه القوى الإقليمية، وعلى رأسها السعودية وقطر، تثبيت الاستقرار عبر الوساطات الدبلوماسية وتشجيع الحوار.
ويشير المحللون إلى أن استمرار التوتر بين كابل وإسلام آباد قد ينعكس سلبًا على جهود مكافحة الإرهاب وعلى مشروعات الربط الاقتصادي الإقليمي، مثل ممر الصين–باكستان الاقتصادي وخطوط التجارة البرية العابرة لأفغانستان.