تبون يكشف عن مخطط لقصف قصر الأمم أثناء إعلان الدولة الفلسطينية عام 1988

كشف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، عن وجود مخطط لقصف قصر الأمم بالعاصمة الجزائر أثناء استضافة بلاده للفعالية التاريخية التي شهدت إعلان قيام الدولة الفلسطينية عام 1988، في أول تأكيد رسمي من نوعه بعد أكثر من ثلاثة عقود على تلك الأحداث.
وجاء تصريح تبون في كلمة ألقاها أمام كبار قادة الجيش الجزائري بمقر وزارة الدفاع الوطني، وبُثت على التلفزيون الرسمي مساء الجمعة، حيث تحدث عن ثوابت الموقف الجزائري من القضية الفلسطينية ودور الجيش في حماية البلاد خلال تلك الفترة الحساسة.
محاولة استهداف قصر الأمم
قال تبون في خطابه:
“هنا بالجزائر، تم إعلان قيام الدولة الفلسطينية رغم المخاطر التي كانت موجودة آنذاك.. وأنتم ضباط الجيش تعلمون ماذا كان يُحاك ضد الجزائر، بما فيها قصف قصر الأمم”.
ولم يُسمّ الرئيس الجزائري الجهة التي خططت لعملية القصف، مكتفيًا بالتأكيد على أن بلاده واجهت تهديدات جدية في تلك المرحلة، بسبب دعمها الثابت للقضية الفلسطينية واستضافتها للقيادة الفلسطينية.
وكان قصر الأمم بالعاصمة الجزائرية قد احتضن، في 15 نوفمبر/تشرين الثاني 1988، الدورة التاسعة للمجلس الوطني الفلسطيني، التي أعلن خلالها الزعيم الراحل ياسر عرفات قيام الدولة الفلسطينية المستقلة.
أول تأكيد رسمي بعد عقود من التكهنات
تُعد هذه المرة الأولى التي تعلن فيها الجزائر رسميًا عن وجود مخطط لقصف مكان انعقاد الفعالية الفلسطينية، حيث كانت تقارير غير رسمية في السابق تشير إلى تورط إسرائيل في إعداد خطة استهداف القصر أثناء انعقاد المؤتمر، قبل أن يتم إحباطها من قبل الجيش الجزائري الذي نشر حينها منظومات دفاع جوي ورادارات متطورة، إلى جانب مقاتلات اعتراضية على أطراف المجال الجوي الجزائري.
وتناقلت منصات محلية ودولية على مدى السنوات الماضية معلومات عن أن الاستخبارات العسكرية الجزائرية كشفت المخطط قبل تنفيذه، وهو ما حال دون وقوع أي حادث في ذلك اليوم التاريخي.
موقف الجزائر الثابت من فلسطين
أكد تبون أن الجزائر قامت بواجبها تجاه فلسطين من منطلق الضمير ونصرة الحق، مشيرًا إلى أن بلاده استضافت القيادة الفلسطينية وعلى رأسها ياسر عرفات عام 1982، عندما كانت في أشدّ ظروفها صعوبة.
وشدد على أن التهديدات لم تثنِ الجزائر عن دعم فلسطين، قائلاً:
“لم نتراجع ولم نساوم، لأن ضميرنا مع فلسطين”.
وأضاف أن موقف الجزائر من القضية الفلسطينية لم ولن يتغير، رغم العلاقات التي تربطها ببعض الدول ذات السياسات المغايرة، مؤكدًا أن دعم الجزائر لفلسطين موقف مبدئي لا يخضع للمساومات.
تبون: ما يجري في غزة إبادة جماعية
في سياق حديثه، وصف تبون الحرب الإسرائيلية على غزة بأنها “إبادة جماعية ارتُكبت لأول مرة في تاريخ البشرية أمام أنظار العالم“، مشددًا على أن الحل الوحيد للصراع هو قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف.
وقال الرئيس الجزائري:
“كل أشباه الحلول ليست سوى شكل من أشكال الإبادة”.
خلفية الاتفاق الدولي بشأن غزة
يأتي حديث تبون بعد ساعات من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة حماس على المرحلة الأولى من خطة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، إثر مفاوضات غير مباشرة استضافتها مدينة شرم الشيخ المصرية بمشاركة تركيا وقطر ومصر وتحت إشراف أمريكي.
وقد دخلت المرحلة الأولى من الاتفاق حيّز التنفيذ ظهر الجمعة، بعد عامين من الحرب التي خلّفت 67,682 شهيدًا و170,033 جريحًا في قطاع غزة، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى مجاعة أودت بحياة 463 شخصًا بينهم 157 طفلًا، بحسب إحصاءات حقوقية وإعلامية.