العالم العربيفلسطين

مصدر في حماس: الحركة لن تشارك في حكم غزة خلال المرحلة الانتقالية

قال مصدر في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، اليوم الأحد، إن الحركة لن تشارك في إدارة قطاع غزة خلال المرحلة الانتقالية التي تلي الحرب مع إسرائيل، وذلك بعد أيام من دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، في خطوة تُعد تحولًا لافتًا في ملامح المشهد السياسي الفلسطيني بعد عامين من الحرب.

قرار محسوم بعد الحرب

وأوضح المصدر، المقرب من الوفد المفاوض للحركة، في تصريح لوكالة فرانس برس:

“بالنسبة لحماس، موضوع حكم قطاع غزة من القضايا المنتهية. الحركة لن تشارك بتاتًا في المرحلة الانتقالية، مما يعني أنها تخلّت عن إدارة القطاع، لكنها ستبقى عنصرًا أساسيًا في النسيج الوطني الفلسطيني.”

ويشير هذا التصريح إلى أن الحركة تتجه نحو إعادة تموضع سياسي في إطار الترتيبات التي يجري بحثها حاليًا بين الفصائل الفلسطينية والوسطاء الدوليين، استعدادًا لمرحلة إعادة الإعمار وبناء سلطة انتقالية جديدة في غزة.

بدران: إخراج قادة حماس “عبث وهراء”

وكان القيادي في المكتب السياسي للحركة حسام بدران قد أكد، السبت، أن ما تردد عن مغادرة قادة حماس للقطاع ضمن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “عبث وهراء”، وقال:

“الحديث عن إخراج الفلسطيني، سواء من حماس أو غيره، من أرضه، هو حديث عبثي لا يمكن لأي فلسطيني أن يقبل به.”

وشدد بدران على أن الحركة سترد على أي عدوان إسرائيلي في حال استؤنفت الحرب، مؤكداً أن “المرحلة المقبلة من التفاوض ستكون أكثر صعوبة وتعقيدًا من المرحلة الأولى.”

اتفاق شرم الشيخ يمهّد لمرحلة جديدة

وجاءت هذه التصريحات بعد توقيع اتفاق شرم الشيخ بين إسرائيل وحماس يوم الخميس الماضي، برعاية مصرية – أمريكية – قطرية – تركية، والذي مهد لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ويتضمن الاتفاق وقفًا شاملًا لإطلاق النار، وتبادلًا للأسرى والمحتجزين، وانسحابات جزئية إسرائيلية من القطاع، وفتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية، تمهيدًا لبدء مرحلة انتقالية من إعادة الإعمار وإعادة هيكلة الإدارة المدنية في غزة.

بداية ترتيبات الحكم في غزة

وتشير مصادر مطلعة إلى أن المرحلة الانتقالية قد تمتد من 12 إلى 18 شهرًا، تحت إشراف لجنة فلسطينية – عربية مشتركة تضم ممثلين عن الفصائل الرئيسية، وبمراقبة الأمم المتحدة والولايات المتحدة ومصر وقطر.

وبحسب المراقبين، فإن تخلي حماس عن إدارة القطاع لا يعني انسحابها من المشهد السياسي أو المقاوم، بل يمثل خطوة تكتيكية نحو توحيد الموقف الفلسطيني ضمن إطار سياسي جديد بعد الحرب.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى