مقطع مصور يوثّق تنكيل جنود إسرائيليين بأسرى فلسطينيين تمهيدًا لإطلاق سراحهم ضمن صفقة التبادل

تداولت وسائل إعلام عبرية، السبت، مقطعًا مصورًا يُظهر تعرّض أسرى فلسطينيين للتنكيل من قِبل عناصر أمن إسرائيليين داخل أحد مراكز الاحتجاز، أثناء تجميعهم في سجن النقب (جنوب فلسطين المحتلة)، تمهيدًا لإطلاق سراحهم ضمن المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس.

ويظهر في الفيديو – الذي انتشر على منصات التواصل ووسائل الإعلام الإسرائيلية – عدد من الأسرى الفلسطينيين مقيّدي الأيدي ومعصوبي الأعين يسيرون في طابور ورؤوسهم منحنية إلى الأرض، بينما يحيط بهم جنود إسرائيليون وعناصر من الشرطة العسكرية، في مشهد أثار انتقادات حقوقية واسعة.

وقال مكتب إعلام الأسرى الفلسطيني (غير حكومي) إن المقطع “يوثق مشهدًا مؤلمًا من مشاهد التنكيل والمهانة التي يتعرض لها الأسرى الفلسطينيون، حتى في الساعات الأخيرة قبل الإفراج عنهم”، مضيفًا أن ما جرى “يؤكد الطبيعة الانتقامية التي يتعامل بها الاحتلال مع الأسرى، رغم إدراجهم في قوائم الصفقة”.

في السياق ذاته، كتب أمجد النجار، مدير نادي الأسير الفلسطيني، عبر حسابه في “فيسبوك” أن “الترجمة المرفقة مع الفيديو تشير إلى أن الأسرى الظاهرين فيه من ذوي الأحكام المؤبدة، ويجري نقلهم من سجون مختلفة إلى سجن النقب تمهيدًا لإبعادهم إلى غزة ضمن الصفقة”.

وأشار مكتب إعلام الأسرى إلى أن قوات الاحتلال داهمت منازل عدد من الأسرى المقرر الإفراج عنهم في الضفة الغربية، من بينهم منزل الأسير مراد ادعيس في بلدة بيت عِمرة جنوب الخليل، كما اقتحمت منازل الأسيرين خليل أبو عرام وطالب مخامرة في بلدة يطّا، لتحذير عائلاتهم من إقامة أي مظاهر احتفالية عقب الإفراج.

وفي المقابل، تداولت وسائل إعلام فلسطينية مقاطع مصوّرة لمكالمات هاتفية أجراها عدد من الأسرى مع ذويهم في الضفة، يودّعونهم قبل الإفراج المرتقب يوم الاثنين المقبل، وفق ما أوردته صحيفة القدس الفلسطينية.

تفاصيل صفقة التبادل وآلية التنفيذ

وبموجب الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ ظهر الجمعة بوساطة مصرية–قطرية–تركية وبرعاية أميركية، ستفرج إسرائيل عن 250 أسيرًا فلسطينيًا محكومين بالمؤبد، إضافة إلى نحو 1700 معتقل من قطاع غزة اعتقلتهم بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

في المقابل، ستقوم حركة حماس خلال 72 ساعة من بدء سريان وقف إطلاق النار بتسليم جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء، وتقديم معلومات عن القتلى والمفقودين. وتشير تقديرات تل أبيب إلى وجود 48 أسيرًا إسرائيليًا في غزة، بينهم 20 أحياء.

ونقلت هيئة البث العبرية عن مصادر أمنية أن الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين قد يبدأ صباح الاثنين، فيما جرى وضع وحدات خاصة في حالة تأهب داخل غزة تحسبًا لأي طارئ أثناء عملية التسليم.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية قد نشرت، الجمعة، قائمة تضم أسماء الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم، بينما استبعد جهاز “الشاباك” 25 أسيرًا من القيادات البارزة. لكن مكتب إعلام الأسرى التابع لحماس نفى التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن تلك القوائم، مشيرًا إلى أن المفاوضات ما زالت قائمة حول بعض التفاصيل التنفيذية.

وفي سياق متصل، زار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الجمعة، مركز شيبا تل هشومير الطبي الذي خصصته حكومته لاستقبال الأسرى الإسرائيليين المفرج عنهم، واستمع من الفريق الطبي إلى شرح حول التحضيرات الأمنية والصحية الخاصة بعملية الاستقبال.

ويأتي تنفيذ الصفقة ضمن المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف الحرب في قطاع غزة، والتي نصت على تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية إلى خطوط محددة، تمهيدًا لمباحثات سياسية لاحقة برعاية دولية.