الاستخبارات الألمانية تحذر: روسيا مستعدة لدخول مواجهة عسكرية مباشرة مع الناتو قبل عام 2029

حذّر جهاز الاستخبارات الخارجية الألمانية (BND) الاثنين، من أن روسيا باتت مستعدة “لدخول صراع عسكري مباشر مع حلف شمال الأطلسي (الناتو)”، في تحذير وصفه مراقبون بأنه الأخطر منذ بداية الحرب الأوكرانية عام 2022.
وقال مارتن ييغر، رئيس جهاز الاستخبارات الفيدرالي الألماني، خلال جلسة استماع أمام لجنة المراقبة البرلمانية في البوندستاغ ببرلين، إن موسكو “تعتقد أن لديها فرصًا واقعية لتوسيع نطاق نفوذها نحو الغرب، وجعل أوروبا –الأقوى اقتصاديًا– أكثر اعتمادًا على روسيا”.
وأضاف ييغر:
“من أجل تحقيق هذا الهدف، لن تتردد روسيا –إذا لزم الأمر– في الدخول في مواجهة عسكرية مباشرة مع الناتو”،
مشدداً على أن “أوروبا لا ينبغي أن تركن إلى الاعتقاد بأن أي هجوم روسي محتمل لن يحدث قبل عام 2029، لأننا بالفعل في قلب المواجهة الآن”.
تصاعد التوترات الأوروبية
ويأتي هذا التحذير في ظل تزايد الحوادث العسكرية والأمنية في الأسابيع الأخيرة، منها اختراق طائرات مسيّرة روسية المجال الجوي البولندي، وانتهاك ثلاث مقاتلات روسية للأجواء الإستونية، إلى جانب عمليات تخريب إلكترونية وحملات تضليل إعلامي استهدفت ألمانيا ودولاً أوروبية أخرى.
وقال ييغر إن القارة “تعيش في أفضل الأحوال سلاماً بارداً قد يتحول في أي لحظة إلى مواجهة عنيفة”، داعياً إلى “الاستعداد لتدهور جديد محتمل في الوضع الأمني”.
“روسيا لم تنس الحرب الباردة”
من جانبه، أكد سينان زيلن، رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية الألمانية (BfV)، الذي شارك في الجلسة نفسها، أن روسيا “تواصل اتباع سياسة عدائية ضد ألمانيا والاتحاد الأوروبي وحلفائهما الغربيين”، مشيراً إلى أن أجهزة الاستخبارات الروسية تطور باستمرار مستويات التصعيد في عملياتها، بهدف “إضعاف الديمقراطيات الليبرالية من الداخل”.
وأوضح زيلن أن بلاده ترصد “مجموعة واسعة من الأنشطة الروسية تشمل التجسس، ونشر المعلومات المضللة، والتدخل السياسي، وأعمال التخريب، والهجمات الإلكترونية”، مضيفاً أن “روسيا لم تنس الحرب الباردة، ولا تزال تستخدم الأدوات نفسها التي كانت تعتمدها آنذاك”.
تأتي هذه التصريحات في وقت تتزايد فيه التحذيرات الغربية من نوايا روسية توسعية محتملة، خاصة بعد تعزيز موسكو وجودها العسكري في منطقة كالينينغراد ونشرها أنظمة صاروخية متطورة قرب الحدود مع دول البلطيق.
ويرى محللون أن هذه التحذيرات الألمانية تعكس تحولاً في التفكير الأمني الأوروبي نحو الاستعداد لسيناريوهات الصدام المباشر مع موسكو، في ظل تراجع الثقة بقدرة الردع التقليدية لحلف الناتو.