استقبال جماهيري واسع للأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم في غزة ضمن اتفاق التبادل

وصلت، اليوم الاثنين، حافلات تقل أسرى فلسطينيين محررين من سجون الاحتلال الإسرائيلي إلى مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، وسط احتفاء شعبي ورسمي واسع، في مشهد يجسد لحظة طال انتظارها بعد عامين من الحرب والاعتقال.
وأفادت مصادر فلسطينية بدخول دفعة جديدة من الأسرى إلى القطاع عبر معبر كرم أبو سالم، في إطار تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بوساطة مصرية – قطرية – تركية وبإشراف أميركي.
انتشار أمني واستعدادات ميدانية
وأظهرت مشاهد ميدانية انتشار عناصر الأمن الفلسطيني في غزة داخل مجمع ناصر الطبي لتأمين استقبال الأسرى المحررين وتنظيم عملية وصولهم، وسط توافد مئات المواطنين الذين تجمعوا لتحيتهم ورفع الأعلام الفلسطينية.
وأوضح مكتب إعلام الأسرى التابع لحركة حماس أن عدد المفرج عنهم الذين تم نقلهم إلى جمهورية مصر العربية بلغ 154 أسيراً، وذلك تنفيذاً لقرار إبعادهم وفق ما نص عليه الاتفاق، على أن تتم إعادتهم لاحقاً إلى غزة بعد استكمال الإجراءات.
أكبر عملية إفراج منذ سنوات
من جهتها، أعلنت مصلحة السجون الإسرائيلية أنها أتمت عملية الإفراج عن 1986 أسيراً فلسطينياً من مختلف السجون الإسرائيلية، مشيرة إلى أن العملية تمت وفق القوائم المتفق عليها بين الجانبين، وبإشراف الوسطاء الدوليين.
وتُعدّ هذه العملية أكبر عملية تبادل منذ اتفاق صفقة شاليط عام 2011، وتشمل الإفراج عن مئات الأسرى المحكومين بالمؤبد، مقابل إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين الأحياء من قطاع غزة خلال الأيام المقبلة.
رمزية إنسانية وسياسية
ويرى مراقبون أن مشهد استقبال الأسرى في غزة يحمل دلالات إنسانية وسياسية كبيرة، إذ يأتي بالتزامن مع قمة شرم الشيخ للسلام التي تعقد اليوم بمشاركة الرئيسين عبد الفتاح السيسي ودونالد ترامب وأكثر من 20 زعيمًا عالميًا، في محاولة لترسيخ الهدنة وتحويلها إلى سلام دائم.
ويُتوقع أن تُستكمل المرحلة الثانية من الاتفاق خلال الأيام القادمة، وتشمل ملفات إعادة الإعمار، ونزع السلاح التدريجي، وترتيبات الحكم المحلي في غزة بإشراف إقليمي ودولي.