
ماهر المذيوب، عضو مجلس نواب الشعب بالجمهورية التونسية عن دائرة الدول العربية وبقية دول العالم، ومساعد رئيس المجلس للفترة النيابية 2019–2024، وجّه رسالة تأمل وقراءة سياسية تحت عنوان:
“حافظوا على أنفسكم… وفكروا في مستقبل أبنائكم، أما الأخضر فهو بخير”، عبّر فيها عن موقفه من حركة حماس، مؤكدًا أن التجارب العظيمة تُقاس بميزان التاريخ لا العواطف، رغم اختلافه معها في المرجعية الفكرية.
الحق يُقال… رغم الخلاف
استهل المذيوب حديثه بالتأكيد على أن الخلاف لا يمنع من قول الحقيقة، إذ قال:
“رغم خلافي العميق مع حركة حماس في المرجعية السياسية والفكرية، إلا أن الحق يُقال، والواقع لا يمكن إنكاره.”
وأشار إلى أن تجربة حماس لا يمكن تقييمها على أساس لحظة أو حدث، بل عبر سياقٍ تاريخي ممتدٍّ منذ مرج الزهور، وطفل الحجارة، وكسر العظام، والعدوان المتكرر على غزة.
حماس بين العواصف والمبادئ
أكّد المذيوب أن حماس كانت دائمًا في قلب الأحداث، تصنع الفارق وتغير خريطة التحالفات في المنطقة. وقال:
“رحل الكثيرون… وسيرحل كثر… وبقيت حماس.”
وأضاف أن قوتها الحقيقية لا تكمن في عدد الرجال أو نوعية السلاح، بل في الإخلاص لله، ثم لقضية الوطن، ثم للناس.
القيادة الحقيقية تُضحّي لا تتسلق
أشاد المذيوب بمفهوم القيادة داخل الحركة، قائلًا:
“سرّ النجاح لا يُقاس بعدد المقاتلين ولا بطول الخنادق، بل في قيادة تتقدم الصفوف للشهادة، لا بحثًا عن مجد زائل أو كرسي متهالك.”
وأشار إلى أن هذه البصمة تعود إلى المؤسس وجوهر الأجيال المتعاقبة، الذين بقوا على العهد، يعملون في أقسى الظروف بروح العمل الجماعي، لا بحثًا عن الصورة أو الدعاية.
الذاكرة لا تنسى والمروءة لا تموت
أكّد المذيوب أن حماس لا تنسى من وقف معها، واصفًا ذاكرتها بـ”ذاكرة الفيل”، وأخلاقها بـ”أخلاق المروءة”، وأضاف:
“ليست تنظيمًا سياسيًا فقط، بل ظاهرة إنسانية وتاريخية تسري عليها سنن الله وقوانين الكون، لكنها قدّمت للعالم صورًا مشرفة في مقاومة أحد أعتى قلاع الاستعمار.”
دعوة للتفكير في المستقبل
في ختام كلمته، وجّه ماهر المذيوب نداءً عامًا قال فيه:
“فلنفكر جميعًا في واقعنا، وخطواتنا، ومستقبل أبنائنا…
أما الأخضر، فهو بخير.”