لازاريني: طريق التعافي في غزة لن يكون سهلاً ووقف إطلاق النار ما زال هشًّا

حذر فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، من أن طريق التعافي في قطاع غزة سيكون طويلاً وشاقًّا، مؤكدًا أن وقف إطلاق النار الحالي هشّ وقد يتجه إلى مزيد من التجزئة والانقسام داخل القطاع.
وقال لازاريني، في مقالة نُشرت الثلاثاء بصحيفة “الغارديان” البريطانية، إن “الخط الأصفر لاتفاق وقف النار يمكن أن يتحول إلى خطوط فاصلة جديدة داخل غزة، وبين غزة والضفة الغربية”، محذرًا من أن أي اتفاق لا يتضمن مسارًا واقعيًا نحو السلام الدائم “لن يؤدي إلا إلى تكرار أخطاء الماضي الكارثية”.
تحديات إنسانية متفاقمة
وأشار المفوض العام إلى أن سكان غزة ما زالوا يواجهون صعوبات كبيرة في الحصول على المأوى والغذاء والمياه النظيفة، لافتًا إلى أن “الشتاء يقترب بسرعة، وحجم الصدمة الجسدية والنفسية هائل”، في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى الرعاية الصحية والتعليم.
وشدد على أن الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة لمستقبل غزة، قائلًا: “ما إذا كان هذا المنعطف الحاسم سيؤدي إلى فجر جديد، أم أنه سيكون مرحلة أخرى من اليأس”.
دعوة لتمكين “الأونروا” ودعم الاستقرار
وجدد لازاريني تأكيده على أن “الأونروا تمتلك الخبرة والقدرات لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة بفعالية وعلى نطاق واسع”، مطالبًا بالسماح للوكالة بالعمل بحرية واستقلالية ودون قيود على دخول الإمدادات والموظفين وتنقلهم داخل القطاع.
وأكد أن نجاح أي قوة دولية للاستقرار، والانتقال من مرحلة الطوارئ إلى مرحلة الاستقرار، يعتمد على توفير خدمات عامة موثوقة للسكان، واحترام حقوق الإنسان، وتوفير مسار حقيقي للسلام.
ضرورة الحفاظ على المؤسسات المحلية
وقال لازاريني إن “المؤسسات العامة القادرة على تقديم الخدمات الأساسية يجب أن تبقى قائمة”، مؤكدًا أن المهنيين والإداريين وقادة المجتمع المحلي في غزة يجب أن يكونوا جزءًا من الحل، لا ضحايا لإعادة الترتيبات السياسية.
ودعا إلى فتح الباب أمام الاستثمارات طويلة الأجل، مؤكدًا أن المانحين والشركات بحاجة إلى الثقة بأن السلام سيستمر وأن جهود إعادة الإعمار لن تذهب سدى.
وأضاف أن سكان غزة “يحتاجون إلى التزام حقيقي بالحصول على حياة طبيعية، تشمل مساكن دائمة ومستشفيات ومدارس تعمل بشكل جيد”، موضحًا أن إعادة إعمار غزة تعني استعادة الحكم الرشيد والعدالة.
خلفية: عامان من الإبادة والدمار
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ارتكبت إسرائيل –بدعم أمريكي وأوروبي– إبادة جماعية في قطاع غزة شملت القتل والتجويع والتدمير والتهجير والاعتقال، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف العدوان.
وخلفت الحرب أكثر من 239 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، غالبيتهم من النساء والأطفال، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين الذين يواجهون مجاعة قاتلة ودمارًا شاملًا أزال معظم مدن ومناطق القطاع من على الخريطة.





