أخبار العالمترجمات

Le Monde : مدغشقر: راجولينا يظهر من “منفى آمن” وينفي هروبه… وماكرون يدعمه رغم الغضب الشعبي

في تطور جديد للأزمة السياسية في مدغشقر، ظهر الرئيس أندري راجولينا مساء الاثنين في خطاب مسجل بثّ على مواقع التواصل الاجتماعي، نافياً الأنباء التي تحدثت عن فراره من البلاد بمساعدة فرنسا، مؤكدًا أنه “في مهمة بالخارج لحماية حياته وتجنب إراقة الدماء”

وجاءت كلمة راجولينا التي استمرت نحو عشرين دقيقة، بعد غياب استمر أربعة أيام، في وقت كانت فيه الاحتجاجات الشعبية تتصاعد بدعم من قطاعات من الجيش.

خطاب من “مكان آمن”

قال راجولينا في كلمته التي تأخرت ثلاث ساعات ونصف عن موعدها الأصلي، وتم بثها عند الساعة العاشرة وخمسٍ وثلاثين دقيقة مساءً بتوقيت مدغشقر:

«اتخذت إجراءات لحماية حياتي ومنع إراقة دماء بين أبناء وطني. أنا حاليًا في مهمة بالخارج، بعد أن تم التخطيط لمحاولة اغتيالي من قبل بعض المجموعات».

ظهر الرئيس مرتديًا بدلة رمادية أمام خلفية بسيطة تحمل ألوان علم مدغشقر، في مشهد يختلف عن ديكور قصر الرئاسة في إيافولوا، مؤكدًا أنه لم يغادر السلطة وأنه ما زال الرئيس الشرعي للبلاد.

وبحسب صحيفة لوموند، تم تأجيل الخطاب مرتين قبل بثه عبر صفحة الرئاسة على فيسبوك، بعد أن منعت وحدات من الجيش القنوات الرسمية من بث الكلمة وسيطرت على مقرات الإعلام العمومي في العاصمة أنتاناناريفو.

رحلة غامضة بطائرة فرنسية

في المقابل، نقلت إذاعة فرنسا الدولية (RFI) وموقع Madagascar Aviation أن راجولينا نُقل بالفعل يوم الأحد على متن طائرة عسكرية فرنسية من طراز CASA CN-235 من جزيرة سانت ماري إلى جزيرة ريونيون الفرنسية، بموجب اتفاق مع الرئيس إيمانويل ماكرون.

وأكدت لوموند أن الرئيس غادر لاحقًا إلى دبي على متن طائرة خاصة من طراز Embraer Legacy 650E تابعة لشركة VistaJet، حيث يمتلك عدة عقارات هناك.

موقف ماكرون وتصريحات مثيرة للجدل

في توقيت متزامن تقريبًا مع بث خطاب راجولينا، أدلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتصريحات من مطار شرم الشيخ بمصر، حيث كان يشارك في قمة حول اتفاق السلام في غزة، قال فيها:

«لن أؤكد شيئًا اليوم، لكن من المهم الحفاظ على النظام الدستوري في مدغشقر لما لذلك من تأثير على استقرار البلاد ومصالح الشعب».

وأضاف ماكرون مشيرًا إلى الشباب المتظاهرين:

«إننا ننظر إلى شباب هذه الدول بإعجاب وتقدير… لكن يجب ألا تُستغل حركتهم من قبل فصائل عسكرية أو تدخلات أجنبية».

واعتبر مراقبون أن حديث ماكرون يشير ضمنًا إلى اتهام روسيا بمحاولة التدخل في الاحتجاجات بعد رفع بعض المتظاهرين أعلامها، غير أن الشارع الملغاشي رأى في تصريحاته دليلًا جديدًا على “تغوّل النفوذ الفرنسي” في شؤون مدغشقر، وهي المستعمرة الفرنسية السابقة.

غضب داخلي ومطالب برحيله

تواصلت التظاهرات في العاصمة وعدة مدن، وسط دعوات من المعارضة والجيش إلى إعلان شغور منصب الرئيس بموجب المادة 52 من الدستور، بدعوى “تخليه الفعلي عن مهامه”.

وأكدت لوموند أن البرلمان سيعقد جلسة استثنائية الثلاثاء لبحث اقتراح عزل الرئيس، بعد أن انشقّ عدد من النواب الداعمين له وانضموا إلى معسكر المطالبين بتنحيه.

شخصيات سياسية بارزة في العاصمة وصفت الدعم الفرنسي لراجولينا بأنه “خطأ جسيم وخطير”، مشيرة إلى أن “الاحتجاجات أصبحت الآن خارج السيطرة، ولا عودة إلى الوراء، والرئيس يجب أن يرحل”.

خلفية الأزمة

تشهد مدغشقر منذ 25 سبتمبر مظاهرات واسعة قادها شباب “جيل زد” (Gen Z) احتجاجًا على انقطاع المياه والكهرباء وغلاء المعيشة.
وفي 11 أكتوبر، انضمّ جزء من الجيش إلى المحتجين، ما عجّل بانفجار الأزمة السياسية التي هزّت البلاد وأدت إلى انقسام المؤسسة العسكرية.

ويرى مراقبون أن الدعم الفرنسي المتواصل لراجولينا، رغم اتهامه بالفساد والتلاعب بالانتخابات وسوء الحكم، جعل باريس موضع اتهام مباشر بالتدخل في شؤون مدغشقر، خصوصًا بعد تقارير عن مشاركتها في عملية إجلائه من البلاد.

المصدر: صحيفة Le Monde الفرنسية – الرابط الأصلي

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى