اليونيفيل: أكثر من 8 آلاف انتهاك إسرائيلي لوقف الأعمال العدائية في لبنان منذ نوفمبر الماضي

كشفت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) عن تسجيلها أكثر من 2200 نشاط عسكري بري إسرائيلي شمال الخط الأزرق، وأكثر من 6200 انتهاك جوي منذ بدء سريان اتفاق وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وقالت القوة الأممية، في بيان صدر مساء الاثنين، إنها تواصل رصد وتوثيق انتهاكات القرار الدولي رقم 1701 في منطقة عملياتها جنوبي لبنان، مشيرة إلى أنها ترفع تقاريرها الدورية إلى مجلس الأمن الدولي بشأن تلك الخروقات.
وأوضح البيان أن هذه الانتهاكات تشمل الوجود العسكري الإسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية، وعمليات العبور اليومية للخط الأزرق، فضلًا عن العثور على أسلحة غير مصرح بها في بعض المناطق الحدودية.
غارات متكررة وتصعيد مستمر
وأضافت اليونيفيل أن إسرائيل تواصل تنفيذ غارات جوية متكررة على الأراضي اللبنانية، بذريعة منع حزب الله من إعادة بناء قدراته العسكرية جنوب نهر الليطاني، رغم سريان اتفاق وقف الأعمال العدائية.
وقد أسفرت تلك الغارات عن مقتل وجرح مئات اللبنانيين، بينهم عدد كبير من المدنيين، كما أُصيب أفراد من بعثة اليونيفيل خلال الأشهر الأخيرة بنيران إسرائيلية مباشرة.
وأشارت القوة الأممية إلى أن الجيش الإسرائيلي لا يزال يحتل بعض التلال في جنوب لبنان، وأن تل أبيب تربط انسحابها الكامل بسيطرة الجيش اللبناني على جميع المناطق الواقعة جنوب نهر الليطاني، وفقًا لما نص عليه القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن عام 2006.
سياق التصعيد
ويأتي هذا التصعيد في ظل التوتر المستمر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
فقد شهدت الحدود اشتباكات متقطعة بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، تطورت في سبتمبر/أيلول 2024 إلى عدوان واسع النطاق، أسفر عن مقتل نحو 4 آلاف لبناني وإصابة 17 ألفًا آخرين، إضافة إلى مقتل وإصابة مئات الإسرائيليين، وفق تقديرات أممية.
تحليل: مأزق أمني ودبلوماسي مزدوج
ويرى مراقبون أن استمرار الانتهاكات الإسرائيلية يعكس هشاشة اتفاق وقف الأعمال العدائية، ويضع قوة اليونيفيل أمام تحدٍ متزايد بين حماية مهامها الميدانية والحفاظ على قنوات الاتصال بين الطرفين.
كما يشير محللون إلى أن الاشتباكات الحدودية باتت جزءًا من معادلة الضغط المتبادل بين حزب الله وإسرائيل، في ظل التطورات الميدانية في غزة، واحتمالات اتساع نطاق الصراع الإقليمي رغم المساعي الدبلوماسية لاحتوائه.