رئيس الوزراء الإسباني: لا سلام في غزة دون محاسبة المسؤولين عن الإبادة

أكد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز أن إحلال السلام في غزة لا يعني إفلات إسرائيل من العقاب، مشددًا على أن “المسؤولين الرئيسيين عن الإبادة الجماعية المرتكبة في غزة يجب أن يُحاسبوا أمام العدالة الدولية”.

جاء ذلك في مقابلة أجرتها معه إذاعة كادينا سير الإسبانية، الثلاثاء، حيث أعرب سانشيز عن تفاؤله بوجود نافذة فرصة حقيقية لتحقيق السلام بعد اتفاق وقف إطلاق النار الأخير في غزة.

سانشيز: السلام لا يعني النسيان

قال رئيس الوزراء الإسباني: “إنهاء العنف في غزة وخلق فرصة لحوار مفتوح بين الدولتين أمر مهم، لكن لا ينبغي أن يعني السلام النسيان أو الإفلات من العقاب”، مضيفًا أن العدالة شرط أساسي لتحقيق سلام دائم.

وأوضح أن “السلام لا يمكن أن يعني النسيان أو التغاضي عن الجرائم، بل يجب أن يُحاسب المسؤولون الرئيسيون عن الإبادة الجماعية أمام العدالة”، في إشارة إلى الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل خلال الحرب الأخيرة.

دعم إسباني لحل الدولتين وإعادة إعمار غزة

وجدد سانشيز تأكيده على دعم بلاده الكامل لحل الدولتين، مشيرًا إلى أنه من الضروري “عدم نسيان الضفة الغربية المحتلة، إلى جانب العمل على إعادة إعمار غزة بإشراف دولي وأوروبي يضمن الشفافية والمساءلة”.

وأشار إلى أن إسبانيا ستواصل حظر توريد الأسلحة إلى إسرائيل إلى حين ترسيخ السلام في القطاع، مؤكدًا أن بلاده لا تستبعد المشاركة في قوات حفظ سلام دولية في غزة إذا تقرر تشكيلها برعاية الأمم المتحدة.

السياق السياسي والإقليمي

وتأتي تصريحات سانشيز عقب انعقاد قمة شرم الشيخ للسلام مساء الاثنين، التي ترأسها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، بمشاركة قادة أكثر من 20 دولة، بهدف تعزيز وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس وإرساء الأسس السياسية للمرحلة المقبلة.

وأكدت الرئاسة المصرية أن القمة شددت على “ضرورة البدء في التشاور حول سبل وآليات تنفيذ المراحل المقبلة من خطة ترامب”، والتي تضمنت وقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى، وإعادة الإعمار، ونزع سلاح حماس تدريجيًا.

حرب غزة وخسائرها الكارثية

ومنذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ارتكبت إسرائيل، بدعم أمريكي، إبادة جماعية في قطاع غزة أودت بحياة 67,869 فلسطينيًا وإصابة 170,105 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال، كما أدت المجاعة الناجمة عن الحصار إلى وفاة 463 شخصًا بينهم 157 طفلًا، وفق بيانات رسمية فلسطينية ودولية.