اقتصادترجمات

بوليتيس الفرنسية: العالم يدخل مرحلة “الاضطراب الأمريكي”.. وعودة النزعة الشعبوية إلى قلب النظام الدولي

حذّرت مجلة Politis الفرنسية في عددها الصادر يوم 9 أكتوبر 2025 من أن العالم يشهد تحولًا جذريًا في موازين القوى الدولية مع عودة “النزعة الترامبية” إلى واجهة السياسة العالمية، معتبرة أن الولايات المتحدة باتت تقود مرحلة جديدة من الاضطراب المنهجي، تتقاطع فيها المصالح الاقتصادية والنزاعات السياسية داخل نظام عالمي يترنح على وقع الحروب والأزمات.

هيمنة واشنطن وعودة منطق القوة

ذكرت المجلة أن الإدارة الأمريكية الحالية، بقيادة دونالد ترامب في ولايته الثانية، تسعى إلى إعادة تشكيل النظام الدولي وفق منظور قومي ضيق، يقوم على الهيمنة الاقتصادية واستخدام أدوات الضغط المالي عبر مؤسسات مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.

وأوضحت أن هذه السياسة تمثل “انقلابًا على الإرث الدبلوماسي الأمريكي” الذي تبنّى بعد الحرب العالمية الثانية نهج التعددية والتعاون الدولي، مشيرة إلى أن البيت الأبيض اليوم يتعامل مع العالم باعتباره ساحة تنافس لا شراكة، في ظل تصاعد التوترات بين واشنطن وبكين وموسكو.

تحالفات هشة وصعود اليمين المتطرف

أشارت المجلة إلى أن التحالفات الغربية باتت تعيش حالة من الانقسام الداخلي، مع صعود التيارات اليمينية والشعبوية في أوروبا والولايات المتحدة على حد سواء.
ورأت أن ما يجمع هذه التيارات هو “رفضها للقيم الكونية” وتمسكها بخطاب الهوية والانغلاق، ما يهدد بتقويض ركائز النظام الديمقراطي الغربي.

وأضاف التقرير أن اليمين الأوروبي المتطرف يجد في تجربة ترامب نموذجًا سياسيًا يلهمه في الخطاب والسياسات، خاصة مع تنامي الخلافات حول ملف الهجرة والمناخ والسيادة الوطنية.

الشرق الأوسط.. ساحة اختبار جديدة

بحسب المجلة، فإن الشرق الأوسط لا يزال المختبر الأكبر للسياسات الأمريكية الجديدة، إذ تعكس مواقف واشنطن من الأزمات الإقليمية – ولا سيما في غزة وسوريا وإيران – رغبة واضحة في فرض الترتيبات الأمنية بالقوة الاقتصادية والعسكرية، دون اكتراث بالمبادرات الأممية أو التوافقات الدولية.

وأكدت أن تراجع الدور الأوروبي وتشتت الموقف العربي يفتح الباب أمام القوى الكبرى لإعادة توزيع النفوذ في المنطقة، بينما تتراجع الملفات الإنسانية والمناخية إلى أسفل أولويات الأجندة الدولية.

العالم في مواجهة “الترامبنة”

خلصت Politis إلى أن ما تشهده المرحلة الراهنة هو عملية “ترامبنة” للنظام العالمي، تتجلى في تراجع الاهتمام بالقضايا المناخية والاجتماعية لصالح منطق السوق والطاقة التقليدية والصفقات العسكرية.
واعتبرت أن هذا المسار يهدد بتقويض عقود من التقدم في مجالات العدالة الاجتماعية والبيئة وحقوق الإنسان.

وحذّر التقرير من أن استمرار هذه النزعة الأحادية سيؤدي إلى تفكك المنظومة المتعددة الأطراف التي تأسست بعد 1945، مؤكدة أن العالم يقترب من لحظة حاسمة بين خيارين:
إما إصلاح النظام الدولي على أسس أكثر عدلاً وتعاونًا،
أو الانزلاق نحو نظام فوضوي تحكمه المصالح القومية والمنافسة الاقتصادية العمياء.

ترجمة وتحليل خاص – أخبار الغد
المصدر الأصلي: مجلة Politis الفرنسية، عدد 9 أكتوبر 2025

المصدر بوليتيس الفرنسية

file:///Users/muhametabdalla/Downloads/Politis%20-%209%20Octobre%202025%20(1).pdf

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى