الأمم المتحدة تدعو لفتح مزيد من المعابر إلى غزة وتنتقد خفض المساعدات الإنسانية

دعا رئيس إدارة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، توم فليتشر، الأربعاء، إلى فتح مزيد من المعابر المؤدية إلى قطاع غزة، بما يسمح بدخول المساعدات الإنسانية بشكل أوسع، مشدّدًا على ضرورة تطبيق نهج عملي لإزالة العقبات التي ما زالت تعيق تدفق الإغاثة إلى السكان المحاصرين.

فليتشر: منع المساعدات ليس ورقة مساومة

وقال فليتشر في بيان صحفي، إن منع المساعدات عن المدنيين لا يمكن أن يكون أبدًا ورقة تفاوضية أو سياسية، مؤكّدًا أن تسهيل وصول الإغاثة “التزام قانوني” على جميع الأطراف وفق القانون الدولي الإنساني.
وأوضح أن الفرق الإنسانية تمكنت مطلع الأسبوع من توسيع نطاق عملياتها بعد أشهر من التعطيل والمنع، حيث وصلت إمدادات الغذاء والدواء والوقود والماء وغاز الطهي والخيام إلى آلاف المحتاجين داخل القطاع.

تراجع جديد في تدفق المساعدات

وأشار فليتشر إلى أن عمليات إدخال المساعدات شهدت تراجعًا جديدًا يوم الثلاثاء، رغم الجهود المكثفة لتسريع الإمدادات الإنسانية.
وبيّن أن الأمم المتحدة وضعت خطة إنسانية تمتد لـ60 يومًا، تهدف إلى زيادة المساعدات المنقذة للحياة، مؤكّدًا أنه يبقى في المنطقة لتنسيق تنفيذ هذه الخطة ومتابعة تطبيقها ميدانيًا.

إسرائيل تقلص عدد الشاحنات إلى النصف

وفي السياق ذاته، قال نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، إن الأمم المتحدة تلقت رسالة من “وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية” تفيد بخفض عدد شاحنات المساعدات الإنسانية المتجهة إلى غزة إلى النصف، لتصبح أقل من 300 شاحنة يوميًا، بعد أن كانت إسرائيل قد وعدت بالسماح بدخول نحو 600 شاحنة عقب اتفاق وقف إطلاق النار.
وأضاف أن الجانب الإسرائيلي برّر القرار بعدم إعادة حركة حماس لجثامين الأسرى الإسرائيليين، واصفًا ذلك بأنه عقاب جماعي غير مقبول.

وقف إطلاق النار ودخول المساعدات

وبعد عامين كاملين من حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ صباح 10 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، مع إعلان جيش الاحتلال انسحاب قواته نحو الخط الأصفر، وفق ما نص عليه الاتفاق الذي وافقت عليه حكومة الاحتلال الليلة الماضية.

وتوجه مئات آلاف النازحين نحو شمال القطاع بعد إعلان وقف إطلاق النار في الساعة الثانية عشرة ظهرًا بالتوقيت المحلي، حيث سُمح لهم بالتوجه عبر شارعي الرشيد وصلاح الدين نحو مدينة غزة والمناطق الشمالية.

اتفاق دولي برعاية أميركية ومصرية وقطرية وتركية

وجاء وقف إطلاق النار ضمن اتفاق سياسي شامل رعته الولايات المتحدة ومصر وقطر وتركيا، ويمثل المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب.
وتنص هذه المرحلة على وقف شامل لإطلاق النار، وانسحابات إسرائيلية جزئية، وتبادل للأسرى، وفتح المعابر، وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل مستمر إلى القطاع المحاصر.