مدير عام الصحة: القطاع الصحي في غزة يواجه شحا غير مسبوق في الموارد الطبية

حذّر المدير العام لوزارة الصحة في غزة، الدكتور منير البرش، من كارثة صحية وشيكة نتيجة استمرار شحّ الموارد الطبية وانقطاع المساعدات الإنسانية، داعيًا إلى فتح المعابر فورًا والتزام الاحتلال ببنود اتفاق وقف إطلاق النار الذي نص على إدخال الإمدادات الطبية والغذائية العاجلة إلى القطاع.
400 عملية عاجلة و170 ألف جريح بحاجة للعلاج
وقال البرش، في تصريحات صحفية اليوم الخميس، إن القطاع الصحي في غزة يواجه شللاً كاملاً، موضحًا أن المستشفيات بحاجة لإجراء أكثر من 400 عملية جراحية عاجلة، فضلًا عن علاج نحو 170 ألف جريح أصيبوا خلال الحرب.
وأكد أن إدخال شاحنات المساعدات أصبح مسألة حياة أو موت، مشيرًا إلى أن “المستشفيات تعمل بأقل من 10% من طاقتها، وتعتمد على ما تبقى من مخزون طوارئ مهدد بالنفاد في أي لحظة”.
الإغاثة الطبية: المنظومة الصحية مدمّرة بالكامل
من جانبه، أوضح مدير جمعية الإغاثة الطبية في غزة، الدكتور محمد أبو عفش، أن القطاع الصحي تعرض لـ تدمير كامل خلال الحرب، قائلاً:
“لم تعد هناك منظومة صحية بالمعنى الحقيقي، فالمستشفيات والعيادات والمراكز الميدانية خرجت عن الخدمة، والأطباء يعملون في ظروف أقرب إلى المستحيلة.”
وأضاف أن سوء التغذية ما زال منتشراً بين الأطفال والنساء، وأن كثيرًا من الحالات تحتاج إلى علاج عاجل وتأهيل طويل الأمد، بينما تمنع سلطات الاحتلال إدخال الأجهزة والمستلزمات الأساسية.
أبو سلمية: الواقع الصحي ما زال مأساويًا
وفي السياق نفسه، قال مدير مجمع الشفاء الطبي في غزة، الدكتور محمد أبو سلمية، إن الوضع الصحي في القطاع لم يشهد أي تحسّن يُذكر منذ إعلان وقف إطلاق النار، موضحًا أن “الخدمات الطبية والأدوية ما زالت شبه معدومة، والمستشفيات تعمل في بيئة مدمّرة”.
وأشار إلى أن الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم ضمن اتفاق التبادل الأخير يحتاجون إلى رعاية طبية ونفسية خاصة نتيجة ما تعرضوا له من تعذيب ومعاملة قاسية داخل سجون الاحتلال.
أرقام مروّعة بعد عامين من الإبادة
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ارتكبت إسرائيل إبادة جماعية ضد سكان قطاع غزة بدعم أمريكي وأوروبي، شملت القتل والتجويع والتدمير والتهجير والاعتقال، في تجاهل تام للقرارات والنداءات الدولية، بما في ذلك أوامر محكمة العدل الدولية بوقف العدوان.
ووفق إحصاءات وزارة الصحة في غزة، أسفرت الإبادة عن أكثر من 238 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين الذين يعيشون في ظروف مأساوية ومجاعة حقيقية.
كما أدى القصف الممنهج إلى محو مدن وبلدات كاملة من الخريطة، ما جعل القطاع يواجه أسوأ أزمة إنسانية وصحية في تاريخه الحديث.
ويؤكد خبراء الصحة أن فتح المعابر وإدخال المساعدات الطبية الفورية يمثلان الخطوة الأولى لإنقاذ ما تبقى من المنظومة الصحية في غزة، في ظل انهيار المستشفيات ونفاد الدواء والمستلزمات الحيوية.