بلومبيرغ: تركيا تستعد لتزويد سوريا بمعدات عسكرية وتوسيع نطاق عملياتها ضد المقاتلين الأكراد

كشفت وكالة بلومبيرغ، اليوم الجمعة، أن تركيا تخطط لتزويد سوريا بمعدات عسكرية تشمل مدرعات ومسيرات ومدفعية وصواريخ وأنظمة دفاع جوي خلال الأسابيع المقبلة، في خطوة تعكس مستوى غير مسبوق من التقارب بين أنقرة ودمشق منذ سقوط نظام بشار الأسد أواخر عام 2024.
ونقلت الوكالة عن مسؤولين أتراك رفيعي المستوى أن الجانبين بحثا توسيع الاتفاق الأمني القائم الذي يتيح لأنقرة استهداف المقاتلين الأكراد قرب حدودها الجنوبية، بحيث يتم تمديد نطاق العمليات المسموح بها من 5 كيلومترات إلى 30 كيلومترا داخل الأراضي السورية، ما يمنح الجيش التركي حرية أوسع في تنفيذ عملياته ضد وحدات حماية الشعب الكردية.
اجتماع أمني رفيع في أنقرة
وأوضحت بلومبيرغ أن هذه التفاهمات جاءت خلال اجتماع أمني وسياسي رفيع عُقد في أنقرة الأحد الماضي، شارك فيه من الجانب التركي وزيرا الخارجية هاكان فيدان والدفاع يشار غولر، إضافة إلى رئيس جهاز الاستخبارات إبراهيم قالن، فيما مثّل دمشق وزيرا الخارجية أسعد الشيباني والدفاع مرهف أبو قصرة ورئيس الاستخبارات حسين السلامة.
وبحسب المصادر، ناقش الاجتماع سبل تعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب وضبط الحدود وتبادل المعلومات الاستخباراتية، كما جرى الاتفاق على نشر المعدات العسكرية التركية شمالي سوريا مع الحرص –وفق تعبيرها– على “تجنب أي خطوات قد تُفسَّر بأنها استفزاز لإسرائيل في الجنوب السوري”.
تقارب متسارع بين أنقرة ودمشق
ويأتي هذا التطور في سياق التقارب المتسارع بين أنقرة ودمشق منذ سقوط نظام الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، حيث شهد العام الحالي سلسلة لقاءات رفيعة المستوى بين مسؤولين من البلدين لبحث استعادة العلاقات السياسية والأمنية بعد قطيعة دامت أكثر من 13 عامًا.
كما تسعى تركيا –بحسب بلومبيرغ– إلى إعادة ضبط علاقاتها مع سوريا لضمان استقرار حدودها الجنوبية ومنع تشكل كيان كردي مسلح، فيما تأمل دمشق أن يؤدي التعاون العسكري مع أنقرة إلى استعادة السيطرة الكاملة على شمال البلاد.
تطورات ميدانية وسياسية موازية
وفي سياق متصل، أعلن قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) مظلوم عبدي مؤخرًا التوصل إلى “اتفاق مبدئي” مع الحكومة السورية حول دمج قواته ضمن وزارتي الدفاع والداخلية، في إطار عملية أوسع لإعادة توحيد المؤسسات العسكرية والمدنية.
وأوضح عبدي –في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية من الحسكة– أن محادثات تُجرى في دمشق لتطبيق الاتفاق الموقع في 10 مارس/آذار الماضي بينه وبين الرئيس أحمد الشرع، والذي ينص على دمج مؤسسات الإدارة الذاتية الكردية في مؤسسات الدولة السورية، بما في ذلك نقل السيطرة على المعابر الحدودية والمطارات وحقول النفط والغاز إلى الحكومة المركزية.
غير أن التنفيذ لا يزال بطيئًا ومليئًا بالتحديات السياسية واللوجستية، وسط اتهامات متبادلة بين الطرفين بتأخير تطبيق البنود المتفق عليها، في حين ترى أنقرة أن إضعاف القوات الكردية المسلحة سيشكل الخطوة الأهم نحو ترتيب الوضع الأمني والسياسي في شمال سوريا.