بول كروغمان يتنبّأ بخسارة الولايات المتحدة في الحرب التجارية مع الصين وينتقد فرض ترامب رسومًا جديدة
وجّه الاقتصادي الأميركي البارز بول كروغمان انتقادات لاذعة لإدارة الرئيس دونالد ترامب على خلفية قراراته الجمركية تجاه الصين، متوقعًا أن تنتهي المواجهة التجارية بخسارة كبرى على الولايات المتحدة لصالح بكين.
في مقال نشره على منصة سبستاك، قال كروغمان إن تجدد فرض الرسوم الجمركية بنسبة 100٪ على الواردات الصينية بدءًا من 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2025 يُعد خطوة “مخطئة واستفزازية جدًا”، كرد فعل على الإجراءات الصينية الأخيرة التي شملت فرض قيود تصدير على المعادن النادرة والتقنيات الحساسة.
انتكاسات تلحق بها
وأشار كروغمان إلى أن الرسوم التي أعلنها ترامب قبل ستة أشهر أعادت متوسط الرسوم الجمركية الأمريكية إلى مستويات تسعينيات القرن الماضي، بل إلى ما يوازي مستويات عام 1934، ووصفها بأنها “خيانة للثقة الدولية”.
ولفت إلى أن ترامب بدأ يدرك أن عدّة دول – أبرزها الصين – لديها القدرة على الرد بحزم وفعالية، مما يقلّل من الميزة التي كانت تعتقد الولايات المتحدة أنها تملكها في مواجهة اقتصادية أحادية الاتجاه.
الصينيون “واعون” أكثر من الأميركيين
يعتقد كروغمان أن الفارق الحيوي هو أن الصين “تعمل بحذر ووعي استراتيجي”، في حين أن إدارة ترامب تتبع سياسات ارتجالية تفتقر للتخطيط الطويل الأمد.
كما شدد على أن الصينيين يستطيعون التعويض عن فقدان السوق الأميركية بسرعة إلى حد ما عبر تحفيز الطلب المحلي، بينما ستواجه الولايات المتحدة صعوبة في التخلص من اعتمادها على الواردات الصينية، خصوصًا من المعادن النادرة والمكوّنات الأساسية.
الاعتماد المتبادل يشكّل نقطة ضعف أميركية
ذكر كروغمان أن الاقتصادين الأميركي والصيني يرتبطان ارتباطًا وثيقًا؛ فالصين تُصدّر كثيرًا إلى الولايات المتحدة، بينما تعتمد الصناعة الأميركية على سلسلة التوريد الصينية، ولا سيما في قطاع المعادن والتكنولوجيا.
ولذلك، يرى كروغمان أن أي تعطيل في هذا التوازن قد يضر أكثر بالولايات المتحدة، لأنها تواجه صعوبة في التكيّف بسرعة عند المقارنة مع قدرة الصين على التكيّف المحلي.
نهاية الزعامة العلمية الأميركية؟
وحذّر كروغمان من أن سياسات الإدارة الحالية قد تقوّض ميزات الولايات المتحدة في البحوث والابتكار والتحالفات الدولية، ما قد يؤدي إلى تراجع الريادة الأميركية أمام النمو السريع للصين.
وختم بأن أميركا، بفقدانها تدريجيًا لعنصر القوة العلمية والتحالفات، باتت أكثر ضعفًا في معركة اقتصادية يعتقد أن الصين ستخرج منتصرة فيها.





