العالم العربي

تصاعد وتيرة الغارات الإسرائيلية على مواقع “حزب الله” في جنوب لبنان وسقوط قتلى وجرحى

تصاعدت حدة الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان خلال الساعات الماضية، مستهدفة مواقع وبنى تحتية تابعة لـ حزب الله، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين والمقاتلين، في وقت يتخوف فيه مراقبون من اتساع رقعة المواجهة شمالًا بعد وقف إطلاق النار في غزة.

12 غارة إسرائيلية رغم وقف إطلاق النار

وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن الغارات الإسرائيلية التي شنت فجر الجمعة على عدة مناطق في الجنوب أسفرت عن مقتل شخص وإصابة سبعة آخرين، بعضهم في حالة حرجة.
وشملت الضربات بلدات النبطية، البليدة، بنت جبيل، ومارونية، إضافة إلى مزارع ومنازل في مناطق زراعية كانت تشهد موسم قطف الزيتون.
وأشارت تقارير ميدانية إلى أن 12 غارة إسرائيلية على الأقل نُفذت في أقل من 24 ساعة، رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

استهداف بنى تحتية وجمعيات مدنية

وأوضح الجيش الإسرائيلي في بيان أنه قصف بنى تحتية تابعة لحزب الله، إضافة إلى جمعية محلية قال إنها تُستخدم غطاءً لإعادة بناء مواقع ومراكز مراقبة تابعة للحزب.
وأضاف البيان أن “الضربات شملت معدات هندسية وآليات كان الحزب يستخدمها لإعادة تأهيل مواقع سبق تدميرها”، مؤكدًا أن الغارات جاءت بعد رصد استخباراتي مباشر وتحركات مشبوهة قرب الحدود اللبنانية.

سقوط ضحايا مدنيين

من جانبها، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية أن بعض الغارات أصابت منازل ومزارع مدنية، وأدت إلى احتراق عدد من السيارات والمحال التجارية في بلدة البليدة، فيما عملت فرق الدفاع المدني على إخماد الحرائق ونقل المصابين إلى مستشفى تبنين الحكومي ومستشفيات صور والنبطية.
وأشار شهود عيان إلى أن الطائرات الإسرائيلية حلقت على ارتفاع منخفض فوق القرى الجنوبية طوال الليل، فيما سُمع دوي انفجارات متتالية في محيط بنت جبيل ومارون الراس.

حزب الله يرد بقصف صاروخي محدود

وفي المقابل، أعلن حزب الله في بيان مقتضب أنه استهدف موقع “زرعيت” الإسرائيلي بالمدفعية الثقيلة ردًا على “الاعتداءات المتكررة ضد القرى الجنوبية”، مؤكدًا أن القصف “أصاب هدفه بدقة”.
وأشار الحزب إلى أن الردود ستستمر ما دامت الانتهاكات الجوية مستمرة، محملًا إسرائيل “كامل المسؤولية عن أي تصعيد جديد”.

تصعيد متجدد على الجبهة الشمالية

يأتي هذا التصعيد بعد أسابيع من هدوء نسبي أعقب اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، غير أن المواجهة في الجنوب اللبناني عادت لتتصدر المشهد.
ويقول مراقبون إن إسرائيل تسعى من خلال هذه الغارات إلى تقويض قدرات حزب الله اللوجستية ومنع إعادة انتشار قواته قرب الحدود، في حين يحاول الحزب إثبات استمرار جاهزيته العسكرية رغم الخسائر البشرية والميدانية التي تكبدها خلال الأشهر الماضية.

خلفية النزاع الممتد

وتشهد الحدود اللبنانية – الإسرائيلية توترًا متصاعدًا منذ اندلاع الحرب على غزة في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حيث تبادل الطرفان مئات الهجمات المدفعية والصاروخية، ما أسفر عن مقتل أكثر من 450 شخصًا في لبنان، بينهم مدنيون وعناصر من حزب الله، إضافة إلى نزوح آلاف العائلات من الجنوب.
وفي المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل عشرات الجنود والمستوطنين جراء القصف الصاروخي من داخل الأراضي اللبنانية.

تحذيرات من توسع المواجهة

وحذرت الأمم المتحدة من أن استمرار التصعيد شمالًا قد يهدد الاستقرار الإقليمي ويجرّ المنطقة إلى مواجهة واسعة، خصوصًا مع بقاء قوات “اليونيفيل” في حالة استنفار على طول الخط الأزرق بين الجانبين.
وأكدت مصادر دبلوماسية أن الوساطة الفرنسية والأمريكية تحاول احتواء التوتر ومنع انزلاق الوضع إلى حرب شاملة شبيهة بصراع عام 2006.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى