سؤال عن غزة يشعل جدلاً في انتخابات نيويورك: مذيعة “فوكس نيوز” تواجه انتقادات بعد استجوابها ممداني حول نزع سلاح حماس

أثارت مذيعة في شبكة “فوكس نيوز” الأميركية موجة واسعة من الجدل بعد إصرارها على توجيه سؤال حول نزع سلاح حركة حماس إلى المرشح لمنصب عمدة مدينة نيويورك، زهران ممداني، خلال مقابلة تلفزيونية، في مشهد اعتبره كثيرون خروجاً عن السياق السياسي المحلي.
وخلال اللقاء، سألت المذيعة ممداني عن موقفه من “نزع سلاح حماس وتخليها عن حكم غزة”، وهو سؤال أثار دهشة المعلقين بالنظر إلى أن المرشح يتنافس على منصب إداري محلي لا علاقة له بالسياسة الخارجية.
وردّ ممداني قائلاً إنه “مهتم بالعمل من أجل مستقبل سكان المدينة”، مؤكداً أن “أي مستقبل لنيويورك يجب أن يكون متاحاً للجميع”، لكنه أضاف في رده على إلحاح المذيعة: “يجب أن نعمل من أجل السلام بين إسرائيل وفلسطين”، دون أن يتبنى الدعوة الصريحة لنزع سلاح حماس.
انتقادات لاذعة للمذيعة و”فوكس نيوز”
لاقى تصرف المذيعة موجة استنكار حادة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث كتب الناشط السياسي كريستيفر ستون:
“يبدو أنها تعتقد أنه مرشح لوزارة الخارجية، وليس لمنصب عمدة نيويورك.”
كما تساءل المدون الأميركي جيريمي غريتزر:
“ما علاقة الصراع في غزة بمنصب عمدة نيويورك؟”
فيما هاجمت أماندا، إحدى الناشطات الليبراليات، شبكة “فوكس نيوز” ووصفتها بأنها “أخطر آلة دعاية في أمريكا”، متهمة القناة بمحاولة “تسييس أي نقاش لصالح أجندة مؤيدة لإسرائيل”.
دفاع عن ممداني وانتقادات مضادة
في المقابل، برر بعض المعلقين السؤال الموجه إلى ممداني بالإشارة إلى مواقفه العلنية المؤيدة لفلسطين، إذ شارك مؤخراً في ماراثون لجمع التبرعات لصالح وكالة الأونروا، وعبّر أكثر من مرة عن دعمه لغزة.
غير أن شخصيات أخرى دافعت عنه بشدة، حيث قالت صانعة المحتوى بيليكلي:
“كل عنصري وصهيوني ويميني متطرف يبكي بسبب تصريحه. أتمنى ألا يعتذر أبداً.”
أما الكاتب الأميركي إيدي نيلسون فكتب متحدياً المنتقدين:
“منذ متى يُطلب من ضحايا الإبادة الجماعية تحت الاحتلال أن يتخلوا عن أسلحتهم؟”
جدل يتجاوز نيويورك
ويرى محللون أن الجدل المثار يعكس مدى تغلغل الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي في الخطاب السياسي الأميركي الداخلي، إذ تحوّل إلى اختبار ولاء سياسي حتى في الانتخابات المحلية، في وقت تشهد فيه الولايات المتحدة استقطاباً غير مسبوقاً بشأن الحرب الإسرائيلية على غزة.