بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الجمعة، مع رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، الترتيبات الجارية لعقد مؤتمر إعادة إعمار قطاع غزة المقرر انعقاده في النصف الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل في القاهرة، بمشاركة واسعة من الدول المانحة والمؤسسات الدولية.
وذكرت وزارة الخارجية المصرية في بيان أن الاتصال الهاتفي بين الجانبين تناول التحضيرات الفنية واللوجستية للمؤتمر، الذي يحمل عنوان “التعافي المبكر وإعادة الإعمار والتنمية في غزة”، إضافة إلى مناقشة آليات التمويل والتعهدات المالية المتوقعة، وتقييم حجم الدمار الذي خلّفته الحرب الإسرائيلية على القطاع.
وأكد عبد العاطي تطلع بلاده إلى “مشاركة فاعلة من جميع الأطراف الدولية والإقليمية” لضمان نجاح المؤتمر، مشيرًا إلى أنه يأتي في إطار الخطة العربية الإسلامية المشتركة التي أُقرت في مارس/آذار الماضي، وبالتوازي مع التنسيق الجاري لتنفيذ خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غزة.
وتُقدّر الأمم المتحدة تكلفة إعادة إعمار غزة بنحو 70 مليار دولار، بعد عامين من حرب الإبادة الإسرائيلية التي خلّفت دمارًا واسعًا في البنية التحتية وأودت بحياة أكثر من 67 ألف فلسطيني، وأصابت 170 ألفًا آخرين، معظمهم من النساء والأطفال. كما تسببت المجاعة الناتجة عن الحصار في وفاة 463 شخصًا، بينهم 157 طفلًا.
وفي المقابل، تسعى مصر إلى تفعيل خطة خمسية اعتمدتها جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي لإعادة إعمار القطاع دون تهجير السكان، بتكلفة تقدَّر بـ 53 مليار دولار، تتوزع على مراحل تشمل إعادة بناء المساكن والمرافق الحيوية وإصلاح شبكات المياه والكهرباء.
من جانبه، أعرب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى عن تقديره الكبير لدور مصر في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، مشيدًا باستضافة القاهرة للمؤتمر وجهودها في الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وكانت حكومة غزة قد أعلنت، الخميس، أن القطاع أصبح “منطقة منكوبة بيئيًا وإنشائيًا”، مشيرة إلى وجود نحو 70 مليون طن من الركام وقرابة 20 ألف قذيفة وصاروخ غير منفجرة، تشكل خطرًا دائمًا على حياة المدنيين وتعيق جهود الإعمار.
