العالم العربيفلسطين

“يديعوت أحرونوت”: مقتل جندي إسرائيلي خلال محاولة فاشلة لتحريره في غزة بسبب خطأ استخباراتي

كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، الجمعة، أن الجندي الإسرائيلي ساحر باروخ قُتل خلال محاولة فاشلة لتحريره من الأسر لدى حركة حماس جنوب قطاع غزة، بسبب “خطأ استخباراتي” ارتكبته وحدات الجيش الإسرائيلي أثناء العملية.

تفاصيل العملية الفاشلة

ذكرت الصحيفة أن الحادثة وقعت في مدينة خان يونس في ديسمبر/ كانون الأول 2023، عندما اقتحمت قوة خاصة من وحدة سييرت متكال مبنى اعتُقد أن باروخ محتجز بداخله، وفجّرت عبوة صغيرة عند المدخل، قبل أن تتعرض لهجوم بقنابل يدوية من مقاتلي حماس.
وأدى الاشتباك إلى إصابة عدد من الجنود الإسرائيليين وتوقف التقدم، فيما قُتل باروخ خلال تبادل إطلاق النار، وانسحب عناصر حماس من الموقع حاملين جثته، في إشارة واضحة إلى أنه قُتل برصاص إسرائيلي خلال العملية.

سلسلة إخفاقات في محاولات الإنقاذ

وأوضحت الصحيفة أن هذه المحاولة واحدة من عدة عمليات نفذها الجيش الإسرائيلي لتحرير أسرى خلال الحرب، انتهى بعضها بالإلغاء أو بمقتل الأسرى.
ونقلت عن مسؤول عسكري كبير قوله إن الجيش “ألغى عدة محاولات إنقاذ في اللحظات الأخيرة”، مضيفًا:

“في البداية لم ندرك أن مقاتلي حماس سيقتلون الرهائن فور اكتشاف اقتراب القوات الإسرائيلية”، على حد زعمه.

وأشار التقرير إلى أن الجيش نفذ خلال عامين من الحرب عمليات معقدة وخطرة، بعضها اعتُبر ناجحًا مثل عملية تحرير الجندية أوري ماجيديش، وعملية أرنون التي أُطلق خلالها سراح أربعة أسرى، بينما فُشلت أو أُلغيت عمليات أخرى خشية مقتل الرهائن.

غرفة عمليات خاصة للمتابعة

وبيّنت “يديعوت” أن مقرًا خاصًا بإشراف اللواء الاحتياط نيتسان ألون أدار جميع عمليات الإنقاذ من مكتب عسكري وسط إسرائيل، وشارك أيضًا في الموافقة على الضربات الجوية لضمان عدم وجود أسرى في نطاق القصف.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي قوله إن الضغط السياسي كان “شديدًا للتحرك بسرعة”، لكن القيادات العسكرية العليا طالبت بالتريّث لتقليل المخاطر على حياة المحتجزين.
وأضاف المصدر أن “قرارات عدة اتخذت في غضون ساعات، وأدت في بعض الحالات إلى مقتل رهائن بسبب نقص المعلومات أو تغيّر ظروف الاحتجاز”.

حماس: نحافظ على حياة الأسرى رغم القصف

وفي المقابل، أكدت حركة حماس مرارًا أنها تبذل أقصى الجهود للحفاظ على حياة الأسرى الإسرائيليين لديها، محذّرة من أن القصف الإسرائيلي العشوائي والدموي يهدد حياتهم خلال ما وصفتها بـ”الإبادة الجماعية” التي ارتكبتها تل أبيب في غزة.

اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار

تأتي هذه المعلومات في ظل اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل، الذي دخلت مرحلته الأولى في 10 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، استنادًا إلى خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف الحرب.
وبموجب الاتفاق، أطلقت حماس الأسرى الإسرائيليين الأحياء العشرين، وسلّمت جثامين 10 آخرين من أصل 28، وأعلنت أنها تحتاج وقتًا إضافيًا لاستخراج بقية الجثامين، التي تُقدّر إسرائيل عددها بـ19.

حصيلة الحرب وتداعياتها

ووفق التقديرات الفلسطينية والأممية، خلّفت الإبادة الإسرائيلية في غزة أكثر من 67 ألفًا و967 قتيلاً و170 ألفًا و179 جريحًا، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى وفاة 463 فلسطينيًا جوعًا بينهم 157 طفلاً، فيما قدّرت الأمم المتحدة تكلفة إعادة الإعمار بنحو 70 مليار دولار.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى