بعد تفشي الفساد..بيرو في مرمى عاصفة جيل “زد” فمتى يتحرك جيل مصر؟

اندلعت احتجاجات ضخمة في مدينة ليما عاصمة بيرو وعدة مدن بيروفية ضد الإدارة الجديدة للرئيس خوسيه خيري، وقاد المظاهرات شباب جيل زد تعبيراً عن سخط شعبي واسع تجاه تفشي الجريمة المنظمة والفساد المستشري في الطبقة السياسية.
وخرجت الاحتجاجات مساء الأربعاء الماضي، بدعوة من متظاهرين من «الجيل زد»، وهم شبان جيل التسعينات ومطلع الألفية، وعمال النقل والجماعات المدنية، بوصفها أحدث حلقة في سلسلة مظاهرات ضد الفساد وارتفاع الجريمة، التي أدت إلى الإطاحة بالرئيسة السابقة دينا بولوارتي في منتصف ليل الخميس الماضي.

تحولت المظاهرات السلمية سريعاً إلى مواجهات عنيفة مع قوات الشرطة، لا سيما أمام مبنى البرلمان في ليما، حيث استخدمت القوات الغاز المسيل للدموع والهراوات لتفريق الحشود، بينما رد المتظاهرون بإلقاء الحجارة.
وأسفرت الاشتباكات عن مقتل شخص وإصابة العشرات من المدنيين ورجال الشرطة والصحافيين.
أمام تصاعد الغضب الشعبي، أعلنت الحكومة فرض حالة الطوارئ في العاصمة، مبررة القرار بضرورة مكافحة الجريمة.
لكن هذا الإجراء عكس في جوهره حجم الضغط الذي مارسه الشارع، وأظهر كيف يمكن لحراك شبابي أن يزعزع استقرار حكومة بأكملها.
مصر في الواجهة
يقف جيل زد في مصر المولودون بين أواخر التسعينيات والعقد الأول من الألفية ككتلة سكانية تمثل أكثر من ربع المجتمع.
هذه الفئة لم تخرج إلى الشوارع بعد، لكنها تعبر يومياً عن غضبها وإحباطها عبر المنصات الرقمية، من خلال منشورات ساخرة، وميمز لاذعة، وانتقادات غير مباشرة للوضع القائم.
الأزمة الاقتصادية الخانقة: يواجه الشباب واقعاً يزداد صعوبة، إذ أصبحت أحلام الاستقلال المادي — كشراء شقة أو سيارة — شبه مستحيلة دون دعم عائلي. ومع تراجع الفرص، تحولت الهجرة إلى الحلم الأكثر تداولاً بينهم كطريق وحيد نحو مستقبل أفضل.
الشعور بالظلم والفجوة الطبقية: يرى هذا الجيل الانقسام الصارخ بين معاناة الأغلبية وحياة الرفاه التي تنعم بها أقلية معزولة تحكمها المحسوبية والواسطة، ما يولد شعوراً بالمرارة واللاعدالة.
الضغوط النفسية: يصنَّف جيل زد من أكثر الأجيال تعرضاً لمشكلات الصحة النفسية. وتشير تقديرات إلى أن أكثر من 40% منهم يشعرون بالحزن أو اليأس المستمر نتيجة الضغوط الأكاديمية وتقلبات سوق العمل وضغط الصورة المثالية على وسائل التواصل الاجتماعي.
لا ينتظر جيل زد إطاراً سياسياً تقليدياً أو زعيماً يقوده، وقد تبدأ انطلاقته في فضاءات رقمية غير متوقعة، مثل تطبيقات “ديسكورد” و”تيك توك”.
وقد بدأت بالفعل بوادر رمزية لهذا الحراك تظهر في القاهرة، حيث رُصدت كتابات “غرافيتي” على الجدران والجسور تحمل شعار “جيل زد قادم”، في إشارة إلى انتقال الاحتجاج من الشاشات إلى الشوارع.