إسرائيل تلوّح بعقوبات جديدة على غزة بعد تجميد فتح معبر رفح

تدرس الحكومة الإسرائيلية فرض عقوبات إضافية على قطاع غزة في حال لم تواصل حركة حماس تسليم جثث المحتجزين القتلى، وذلك بعد ساعات من إعلان مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عدم فتح معبر رفح البري حتى إشعار آخر، وهو المعبر الذي تسيطر عليه تل أبيب من الجانب الفلسطيني منذ مايو/ أيار 2024.
يأتي هذا التطور وسط توتر سياسي وميداني متصاعد، رغم استمرار تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار القائم بين حماس وإسرائيل، برعاية أمريكية مباشرة.
خلاف حول جثامين المحتجزين
منذ الاثنين الماضي، أفرجت حماس عن 20 أسيرًا إسرائيليًا حيًا، وسلمت جثامين 13 من أصل 28، معظمهم إسرائيليون، مؤكدة أنها تسعى “لإغلاق الملف” لكنها تحتاج وقتًا ومعدات وآليات ثقيلة لاستخراج بقية الجثامين.
في المقابل، تزعم إسرائيل أن العدد المتبقي 16 جثة، مدعية أن إحداها “لا تتطابق مع أي من أسراها”، وأن من بين الجثامين المستلمة جثة لمواطن نيبالي.
ونقلت القناة الرسمية الإسرائيلية عن مسؤول لم يُكشف اسمه أن نتنياهو يبحث إعادة تموضع القوات الإسرائيلية داخل غزة وتحريك خطوط انسحابها إذا لم تُسلِّم حماس الجثث في الموعد المحدد.
الخط الأصفر.. انسحاب جزئي وتوتر قائم
في 10 أكتوبر الجاري، انسحب الجيش الإسرائيلي جزئيًا إلى مناطق داخل غزة تُعرف بـ”الخط الأصفر”، بالتزامن مع بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار، بينما أبقى قواته متمركزة في نحو 50% من مساحة القطاع.
ويمثل “الخط الأصفر” مرحلة الانسحاب الأولى المنصوص عليها في خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب بين حماس وإسرائيل.
وأكد بيان صادر عن مكتب نتنياهو أن إعادة فتح معبر رفح ستُبحث فقط وفق مستوى التزام حماس بتنفيذ بنود الاتفاق، خصوصًا ما يتعلق بإعادة جثامين المحتجزين الإسرائيليين.
مواقف داخل إسرائيل وضغوط أمريكية
رحّب مقرّ عائلات الأسرى الإسرائيليين بقرار نتنياهو إبقاء المعبر مغلقًا، لكنه دعا الحكومة إلى اتباع نهج أكثر صرامة تجاه حماس والمطالبة بإعادة جميع المحتجزين دون استثناء.
وفي المقابل، يتزامن القرار مع تحركات دبلوماسية أمريكية، حيث من المقرر أن يصل المبعوث الرئاسي الأمريكي ستيف ويتكوف إلى إسرائيل، الاثنين المقبل، برفقة نائب الرئيس جي دي فانس، لمتابعة تنفيذ المبادرة الأمريكية لوقف الحرب وإعادة الإعمار.
خلافات حول فتح معبر رفح
قرار نتنياهو الأخير جاء مخالفًا للتوقعات الرسمية، إذ كانت السفارة الفلسطينية في القاهرة قد أعلنت أن المعبر سيُفتح الاثنين المقبل لتمكين الفلسطينيين الراغبين في العودة إلى القطاع، في حين كان وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر قد صرّح الخميس بأن المعبر سيفتح “في مطلع الأسبوع الجاري”.
وكان من المقرر أن يُعاد فتح المعبر الأربعاء الماضي ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، قبل أن يتم تجميد القرار بقرار من مكتب رئيس الوزراء.
اتفاق غزة وإنهاء حرب الإبادة
توصلت حماس وإسرائيل في 9 أكتوبر الجاري إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وفق خطة ترامب التي دخلت حيز التنفيذ في اليوم التالي.
أنهى الاتفاق حرب الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل منذ 8 أكتوبر 2023 على مدى عامين كاملين بدعم أمريكي مباشر، وأسفرت عن مقتل 68 ألفًا و116 فلسطينيًا وإصابة 170 ألفًا و200 آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء، وتدمير نحو 90% من البنية التحتية في القطاع.