العالم العربيفلسطين

تعقيدات لوجستية وأمنية تعطل انتشال جثث الأسرى… وتل أبيب تلوّح باستئناف العمليات في غزة

عاد ملف جثث الأسرى الإسرائيليين إلى الواجهة مع تهديدات إسرائيلية باستئناف العمليات العسكرية في قطاع غزة إذا لم تُستعد رفات المحتجزين الذين قُتلوا خلال الحرب، فيما تؤكد جهات ميدانية وإنسانية أن ظروف الانتشال شديدة التعقيد وتحتاج تجهيزات غير متوفرة داخل القطاع.

مخاطر ميدانية تعرقل الوصول إلى الرفات

يشير مختصون إلى بروتوكولات متَّبعة في النزاعات من جانب لجان كاللجنة الدولية للصليب الأحمر ووكالات أممية، أبرزها:

  • تأمين محيط الموقع وحماية الأدلة والجثامين.
  • وجود مهندسين وجيولوجيين مختصين بالحفر والإنقاذ.
  • تطهير المنطقة من الذخائر غير المنفجرة.

وبحسب تقديرات المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، تنتشر في القطاع نحو 20 ألف ذخيرة غير منفجرة، فيما أُلقي أكثر من 200 ألف طن من المتفجرات خلال الحرب، ما يضاعف خطر فرق البحث ويجعل أي عملية انتشال محفوفة بالمخاطر.

معدات متقدمة شبه معدومة في غزة

تتطلّب عمليات المسح والبحث تجهيزات متقدمة، من بينها:

  • كواشف متعددة المستشعرات ورادارات اختراق التربة.
  • تقنيات تصوير مقطعي تحت السطح.
  • روبوتات للاستطلاع وإبطال المتفجرات.
  • آليات حفر ثقيلة متخصصة.

وتزداد المعضلة عندما تكون الجثامين داخل أنفاق تعرّضت لذخائر اختراق التحصينات، إذ قد تُدفن على أعماق تتجاوز 30 متراً، ما يستلزم فرقاً هندسية ومعدات نادرة داخل القطاع، ويزيد الحفر العشوائي دون إشراف هندسي من مخاطر الانهيارات وجيوب الغاز المتفجرة.

اتفاق التبادل… تقدم جزئي وضغط متصاعد

في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار وتبادل الأسرى:

  • أفرجت كتائب القسام عن 20 أسيراً إسرائيلياً أحياء.
  • سلّمت حتى الآن جثامين 13 من أصل 28، مؤكدة حاجتها إلى وقت ومعدات متطورة وآليات ثقيلة للوصول إلى بقية الجثامين، وسلّمت مساء السبت جثماني أسيرين إضافيين.

في المقابل، ارتفع منسوب التصريحات في إسرائيل المُلوِّحة بالعودة إلى العمليات إذا طال التأخر في استعادة الرفات، وترافق ذلك مع دعوات لوقف إدخال المساعدات الإنسانية وإبقاء معبر رفح مغلقاً، رغم اعتماد أكثر من مليوني فلسطيني في غزة على تدفق الإغاثة.

خلاصة المشهد

القيود الأمنية، وانتشار الذخائر غير المنفجرة، وعمق الدفن تحت الأنقاض والأنفاق، مع انعدام المعدات المتخصصة، تجعل انتشال الجثامين مساراً بطيئاً وحساساً. أي تقدّم عملي يستلزم فتح المعابر أمام فرق فنية وتجهيزات ثقيلة وتمكين وصولٍ آمن لجهات محايدة، بما يحدّ من المخاطر على فرق البحث ويمنع انهيار ترتيبات وقف النار.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى